نداء تأسيس الدولة الحديثة محمد الاغظف بوب اطار في الوزارة الاولى

أتسمت خطابات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ولقاءاته في مختلف الولايات والمهرجانات ولقائه الأخير مع المكتب التنفيذي لحزب الإنصاف، بضرورة رص الصف وتبني مفهوم الحزب كمعتقد سياسي، يسمو فوق المصلحة الشخصية ويهدف لترسيخ مفهوم دولة المؤسسات انطلاقا من تمسك شعبيته الجارفة بخياراته مهما كانت، رغم بعض الإكراهات التي قد تشوب الخيارات لكن جرت العادة أن مرحلة التأسيس تكون مصحوبة باكراهات ،إن لم يكن المنشود فيها هو المصلحة العامة فقد تضيع الفرصة لبناء دولة قوية مبنية على مفهوم مؤسسي عميق يرسخ الأمن والأمان ويهدف للتقدم والرقي بعيدا عن دولة الفرد التي شابت تكوين الدولة الحديث منذ المهد حتى اللحظة.
لقد كان رئيس الجمهورية على دراية بأن الفرصة والوقت المناسبين لتأسيس الدولة الحديثة هو الآن، وأن مفهوم الحزبية في موريتانيا قد تم تمييعه وفقد هويته في إخفاقات الاستمرار بعد زوال النظام الحاكم فالحزب مربوط برأس الهرم السياسي يتمكن ببقائه ويزول بزواله، وليست أزمة المرجعية منا ببعيد.
صحيح أن أزمة الترشيحات التي هي حديث الساعة ستنتج ردات فعل اهتزازية في المفاهيم وإبلاج الحقيقة وكشف طلاسم الغموض الذي يلف السياسة الوطنية، لم ولن يكون بالإمكان ترشيح الجميع وإعطاء كل الأشخاص مطالبهم لكن كما تحدث ذات لقاء رئيس حزب الإنصاف أمامي، أن الإنصاف ليس بالضرورة هو إنصاف لك كفرد أو كمجموعة من وجهة نظرك بل إنصاف للكل بمهمشيه وأقويائه وبمختلف الأطياف وكما قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي في لقاء له مع الصحفي أحمد منصور حول موضوع يوغوسلافيا حيث كان وقتها أحمد منصور مراسلا لشبكة بي بي سي، تحدث أحمد منصور من منظوره كمراسل وأنه شاهد الموت والدمار وأن الأمم المتحدة وقتها لم تحرك ساكنا بسرعة كما كان ينبغي ، كان رد الأمين العام أن أحمد منصور يشاهد الوضع من عدسة كاميرا ،بينما كانت رؤية المشهد لدى السيد الأمين العام أكبر وأوضح لأنه يرى العالم جميعه، هكذا هو حال رئيس الجمهورية في الترشيحات ووضع الاستراتيجيات الوطنية، فربما تكون الاكراهات أحيانا لعبت دورا حاسما في تحديد الحدث، لكن واجبا الأسمى كمتسكين برؤية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هي مباركة خياراته والتمسك بها ونبذ المغاضبة والتوحد جنبا الى جنب لمساعدته في بناء رؤية جديدة للدولة الحديثة، نعم ربما لم تكن اللوائح هي المرجوة لكن هي خيارات حزبية ومن واجبنا كفاعلين سياسيين ومترشحون سابقون وأطر أن نساند وندعم الخيارات الحزبية كخيار وخيار وحيد فقط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى