نداء من متقاعدي الجيش إلى رئيس الجمهورية
إلى رئيس الجمهورية و القائد الأعلى للقوات المسلحة.
نحييكم بتحية الإسلام و الإيمان بالوطن و المصير المشترك نحن رجال القوات المسلحة و الأمن رفاق السلاح بالأمس متقاعدي اليوم ، نرفع إليكم أخلص التهاني و التبريكات بمناسبة مرور ستين سنة على أستقلال دولتنا دولة الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، و هي ترفل فى النماء و الأمن و الإستقرار رغم المطبات و التهديد الداخلي و الخارجي بفضل تضحيات رجالها و أبنائها من أفراد الجيش و الأمن ، ذلك النماء و الأستقرار الذي توجه الشعب الموريتاني بإنتخابكم رئيس للجمهورية و ما هو إلا تتويجا لتضحياتكم الجسام و خدمتكم بصدق فى صفوف القوات المسلحة و الأمن ، فأنتم أهلا لقيادة البلد و أنتم العارفين بعمق الدولة و حجم تحديات الحاضر و المستقبل.
سيادة الرئيس إننا نحن المتقاعدين من القوات المسلحة و الأمن ، إذ نبارك لكم هذا التتويج المستحق بعد أن خلعتم البزة العسكرية لترتدوا البزة الوطنية الأشمل لا نخفى عليكم مدى سعادتنا بتوليكم زمام أمور هذا البلد و ما علقنا و لا زلنا نعلق من آمال جسام على برنامجكم الإنتخابي الهادف الى بناء موريتانيا لا ظالم فيها و لا مظلوم و لا قاص و لا مقصي ، إن تعليقنا أمل كبير فيكم لم يأتي من فراغ فلقد أهتممتم بنا و أنتم فى قيادة الأركان فكيف لا وأنتم تتولون زمام الأمور فى بلد شاءت الأقدار ، أن يبقى المتقاعد العسكري فيه فى أسفل السلم الإجتماعي بل الشخص المنسية رغم الجهود المبذولة فى كل الميادين
سيادة الرئيس إننا نحن متقاعدي القوات المسلحة و الأمن نتظر منكم لفتة كريمة و سباقة بمناسبة عيد الإستقلال الوطني ،نشهد فيها تكريما لمن ضحو بأرواحهم و زهرة شبابهم من أجل هذا الوطن و أنتم الأدرى بذلك ، سيادة الرئيس إن وضعية المتقاعدين تتطلب منكم ليس العناية و الإحتضان فقط بل أن تضعوها فى أولوية أولوياتكم حتى لا يكونوا لعبة لمن تخول له نفسه المساس بأمن الوطن و أستقراره لا قدر الله ، مستغلا فقرهم و قلة حيلتهم لزعزة أمنه ، إننا فى صوت متقاعدي القوات المسلحة نسعى الى المساهمة فى دوام أمن و أستقرار الوطن كما نسعى الى المساهمة فى تنميته و نحن أهلا لذلك و لن يتأتى ذلك إلا بدعمكم و رعايتكم و إعادة الإعتبار لنا بالتشجيع و التكريم و إعطاء عناية كبرى لأبناء شهداء قوات الجيش و الأمن الوطني و نحيطكم علما أن الأحداث المتلاحقة منذ حرب الصحراء 1978 و أحداث 1989 خلفت الكثير من الأرام و اليتام و كذا العمليات الإرهابية فى الغلاوية و تورين و الحوادث العرضية التى تعرض لها الجنود و رجال الأمن نرجوا أن تكونوا سباقيين الى الإهتمام بهم فى حين ظلت هذه الفيئة مغيبة عن الحوارات السياسية و منظمات المجتمع المدني و هيئات حقوق الإنسان إلا بشكل خجول أقرب للإستهالاك الظرفى ، و هنا نشد على أيدكم و نأمل منكم قرارا وطني يعيد الإعتبار لهم و يعطيهم حقوقهم كاملة ، و منما لا يضع مجالا لشك أن أحداث 2003 التى أستغل فيها بعض أفراد الجيش والأمن المتقاعدين إلا نتيجة الإهمال و عدم العناية بهم من طرف الدولة ، و نحن نذكر هذا من باب التنبه لا التخويف أكرمكم الله و مكنم من زمام الأمور .
سيد الرئيس إن أغلب متقاعدي الجيش و قوات الأمن اليوم بين عاطل عن العمل و طالب صدقات و مستأجر بأجر زهيد و هذه وضعية لا تليق بمن سهروا على أمن الوطن لسنوات عده و ضحو من أجله فى أحلك الظروف
فى الأخير نرجوا أن تلقى رسالتنا هذه التى حملناها آملنا و آلامنا و حملناها أكثر ثيقتنا بكم ، أن تلقى صدا و عناية و تجاوبا منكم و لم لا و أنت الأدرى و الأكثر إلماما بوضعيتنا و أهميتنا فى بناء دولة القانون و العدل و المساواة.
تقبلواالتهانيء و التبركات بمناسبة عيد الإستقلال الوطني ، وكل عام و موريتانيا تنعم بالأمن و الأستقرار و نماء فى عهدكم الميمون.
*صوت المتقاعد*