غزواني: موريتانيا تحولت من بلد عبور إلى بلد مقصد
أكد رئيس الجمهورية ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع معالي رئيس الوزراء الإسباني السيد بيدرو سانشيز، والسيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن هذه الزيارة المشتركة لها أهمية كبيرة، ودليل على الإهتمام الذي توليه إسبانيا والإتحاد الأوروبي للشراكة الاستراتيجية التي تربطهما بموريتانيا.
وقال الرئيس، إن روابط الصداقة والعلاقة المتنوعة والبناءة والمبنية على تقاسم القيم المشتركة ، تعكس أهمية هذه الشراكة وصلابتها، مقدما الشكر لرئيس الحكومة الاسبانية ورئيسة المفوضية، على الدعم المقدم لموريتانيا على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة، معبرا عن قناعته بأن هذه الزيارة المشتركة ستفتح مرحلة جديدة لهذا التعاون المثمر، سواء على الجانب الثنائي مع مملكة إسبانيا أو على الجانب المتعدد الأطراف مع الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن هذه الزيارة فتحت فرصة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودراسة أفضل السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية باستكشاف الفرص التي تتيحها البوابة العالمية لموريتانيا والفرص التي تتيحها لبلدان الاتحاد الأوروبي و الإمكانات الهامة لموريتانيا من حيث الموارد الطبيعية وفرص الاستثمار، مضيفا أن هذه القضايا الاستثمارية أثيرت خلال اللقاء مع رجال الأعمال، خصوصا في سياق انتقال الطاقة والدور الهام الذي تعتزم موريتانيا القيام به في استغلال إمكاناتها الهائلة في الطاقات المتجددة وبرنامجها الطموح لتطوير الهيدروجين الأخضر.
وقال ، إن الجلسات شهدت مناقشة التحديات المتعلقة بمسائل الهجرة غير النظامية والاستقرار في المنطقة دون الإقليمية، مؤكدا التزام موريتانيا بالقيام بدورها بشكل كامل، فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية، معتبرا أن موريتانيا تدفع ثمنا باهظا لتولي مسؤولية تدفقات الهجرة الناجمة عن الحالة الأمنية الحساسة في المنطقة دون الإقليمية وبمواجهة الهجرة غير النظامية التي التزم بها بحزم بالشراكة مع مملكة إسبانيا والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن موريتانيا غالبا ما تعتبر بلد عبور ، لكنها أصبحت بلد مقصد، مضيفا أنها تستضيف اليوم مئات الآلاف من المهاجرين من جنسيات مختلفة بالإضافة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين في المخيمات وتوفر لهم التأمين والاستقرار ، معتبرا أن هناك جهودا ضخمة في المراقبة ومراقبة الحدود وتعبئة قوات الأمن وتعزيز الخدمات الأساسية.
وفيما يتعلق بالأمن والاستقرار على الصعيد الدولي وفي المنطقة دون الإقليمية، قال فخامة رئيس الجمهورية إن بلادنا تكرر تأكيد موقفها المبدئي فيما يتعلق بما يحدث في غزة، و على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار الفوري والضروري والحاجة إلى التعبئة الدولية لصالح حل الدولتين.
وأضاف رئيس الجمهورية أنه ناقش مع الضيفين الحالة الحرجة لانعدام الأمن وعدم الاستقرار السائدة في منطقة الساحل، وتم الاتفاق على مواصلة تعبئة جميع الشركاء من أجل مكافحة الإرهاب ودعم التنمية في هذا المجال، معبرا عن اقتناع بلدان الساحل بأنها لن تتمكن من ضمان استقرارها وأمنها وتنميتها المستدامة إلا بصورة جماعية ، سواء مع مجموعة الـ 5 أو بدونها.
وقال ، إنه وبحكم روابط التاريخ والجغرافيا، فإن الجميع مضطر إلى الإتحاد في مكافحة الإرهاب وفي تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة، معولا على دعم مملكة إسبانيا والاتحاد الأوروبي لدعم هذه المعركة، معتبرا أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين موريتانيا ومملكة إسبانيا والاتحاد الأوروبي ، لمصلحة جميع الأطراف ولصالح التنمية المستدامة والاستقرار والسلام في العالم وفي المنطقة دون الإقليمية وفي القارة.