المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني في مهرجان حاشد بمدينة كيفه
ترأس المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني مهرجانا كبيرا مساء اليوم الاثنين (عيد الأضحى)، بمدينة كيفه، هو الثالث من المهرجانات التي تقيمها حملته بالولايات الداخلية بعد محطتي الحوض الشرقي والحوض الغربي.
وخلال خطابه بالمناسبة حيى المرشح سكان ولاية لعصابة، شاكرا انتظارهم الطويل، كما عبر عن غبطته بالتواجد في الولاية التي هي مسقط رأسه، مستحضرا الأعياد السعيدة التي قضاها في أوقات سابقة مع الأصدقاء والأحبة، ومتذكرا أيام الدراسة في تلك الفترة، والتي كانت مثالا للمدرسة الجمهورية التي تستقبل الجميع، وتحتضنهم، ويتآخون ضمنها، ويعيشون فيها على قدم المساواة متقاسمين نفس الظروف، ملفتا أن الرجوع إلى هذا النموذج هو ما يعمل عليه مشروع المدرسة الجمهورية الكبير، والذي يخدم البلد وأبناءه، داعيا الجميع للمشاركة في إنجاح هذا المشروع الوطني الهام.
وعبر المرشح عن امتنانه وشكره لساكنة الولاية على الحشد الكبير والمهرجان الضخم الذي يؤكد دعمهم لترشحه وللبرنامج السياسي والتنموي الذي تقدم به للشعب، مبديا عدم استغرابه وتثمينه لدعمهم في الظروف المختلفة وفي انتخابات 2019.
وأوضح المرشح أنه جاء إلى هذه الولاية في إطار جولة تشمل كافة ولايات الوطن الحبيب، وذلك بهدف الحديث عن الوطن، وتقييم ما تم إنجازه في السنوات الماضية، والتحدث عن أولويات البرنامج الذي قدمه للشعب الموريتاني، والذي يتضمن المشروع التنموي للسنوات القادمة بحول الله، إضافة إلى حضور ومكانة ولاية لعصابة، وطموحات سكان هذه الولاية المركزية والمهمة جدا.
وبخصوص تقييم حصيلة المأمورية الأولى فقد بين المرشح أنه رغم الصعوبات والأزمات العالمية والإكراهات المختلفة العميقة، فقد كانت حصيلة مهمة، حيث يعيش بلدنا – ولله الحمد – الأمن والاستقرار في محيط مضطرب، كما أن نظامنا الديمقراطي يتعزز يوميا بعد يوم وبمشاركة مختلف التشكلات السياسية الوطنية لدرجة أصبحت معها اللقاءات بين الأغلبية والمعارضة عادية وطبيعية وغير ملفتة للنظر ولا للانتباه.
وبالمناسبة عبر المرشح عن امتنانه وتشرفه بدعم ترشحه من طرف أحزاب الأغلبية كلها، وحصل له الشرف كذلك من خلال دعم بعض أحزاب المعارضة العتيقة التي لها تاريخ نضالي معروف، ودعمه من طرف شخصيات وطنية كبيرة لها تاريخها السياسي المعروف، ولها تاريخها في خدمة البلد في فترات معينة، مسديا لهم الشكر جميعا.
ونوه المرشح إلى أن إنجازا كبيرا تم تحقيقه وهو نجاحنا – ولله الحمد – في تأسيس نموذج تنموي اجتماعي أثبت نجاعته، وتقوم فلسفته على أن المواطنين الأقل دخلا لابد من مساعدتهم اليوم لأنه لا يمكنهم الانتظار حتى تصل البرامج التنموية متوسطة وطويلة المدى إلى النتائج المنتظرة منها، وبالتالي لابد من مواكبتهم في انتظار ذلك.
كما تحدث المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني عن إطلاق برنامج واسع للنفاذ للخدمات الأساسية في مجال التعليم والصحة والكهرباء وفي مجال الطرق، وبدء برنامج طموح لعصرنة الإدارة وإدخال الرقمنة والتسريع من إجراءات التحسين من مستوى الخدمة المقدمة من طرف الإدارة.
مبرزا أنه تم إنشاء برنامج طموح لتعزيز اللامركزية، يقول: إن “قناعتنا راسخة بأن مشاكل البلد والمدن لا يمكن أن تحل من نواكشوط، وعلى هذا الأساس وضعنا خارطة طريق لجعل المجالس البلدية والجهوية في ظروف تمكنها من عملها بصورة فعالة”.
وقال المرشح أبشركم بأن الوضعية الاقتصادية للبلد جيدة لله الحمد، والنمو الاقتصادي بعد أزمة كوفيد 19، التي مر عليها ما يقارب السنتين، ونتيجة لما وقع من اضطراب في الأنظمة الاقتصادية، والحياة اليومية للمواطنين، وما نتج عن الحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من الأزمات التي ما زالت مستمرة، فإن الاقتصاد الوطني قد تعافى وبدأنا الرجوع للحالة الاقتصادية الطبيعية، وبلادنا متقدمة من حيث المؤشرات على كثير من البلدان في منطقتنا وخارجها، ويمكن أن أؤكد لكم أننا بخير من الناحية الاقتصادية.
وبشر الحشود التي استقبلته أنه من الناحية الديبلوماسية يتبوأ البلد مكانة كبيرة في المنظومة الدولية، “فدبلوماسيتنا نشطة واكتسبت مصداقية لدى جميع شركائنا سواء منهم من في منطقتنا أو في قارتنا أو في العالم، فهم يثقون في موريتانيا وفي كل ما قدمت أو تكفلت به، وعليه يمكن أن نقول بأن ديبلوماسيتنا ناجعة ولله الحمد. وبلدنا يتبوأ مكانة محترمة في العالم.
أما فيما يخص البرنامج القادم يقول المرشح إنه عازم على الاستمرار في بعض المحاور التي تم العمل عليها في المأمورية السابقة، والتركيز على المحافظة على الأمن والسكينة العامة، لأننى يقول: “أعتبر أنه عندما يختل شيئا في الأمن فإن ذلك سيؤثر سلبا على تنفيذ جميع المحاور.”
كما أكد المرشح أنه سيستمر في مشروع المدرسة الجمهورية، وفي سياسته الاجتماعية التي تعطى الأولوية للمواطنين الأقل دخلا.
وبخصوص المحاور التي سيسعى لإنجازها فقد ذكر المرشح بعض ملامحها وهي:
1- تمكين الشباب من خلال إنشاء مندوبية مكلفة بذلك، فالشباب يلعب دورا محوريا في المأمورية القادمة والتي توصف بأنها مأمورية للشباب ومنجزة بالشباب.
2- محاربة الفساد التي تستدعى زيادة في الصرامة وعدم التسامح في كل ما يمت بالفساد في المال العام.
موضحا أنهم أنجزوا عددا من الأعمال في المأمورية المنصرمة، غير أنهم وجدوا أ حاجة ماسة لتقوية المؤسسات المسؤولة عن العمل الرقابي، من خلال تعزيزها بالمصادر البشرية وما تحتاجه حتى تتمكن فرقها من التوجه لأكبر قدر من المؤسسات في آن واحد، لأنها إذا كانت لا تمتلك إلا أربعة فرق أو ستة فإن ذلك سيظل عائقا أمام الولوج لجميع المؤسسات، وستكون المتابعة في التسيير كثيفة ولا تستثنى أي أحد.
3- العزم على إطلاق ثورة زراعية تمكن بلدنا من الوصول للاكتفاء الذاتي من الحبوب التي يتم استهلاكها، وفي هذا الإطار وصل البلد إلى 90% من حاجياته في مادة الأرز، وقد تم تشجيع مبادرات زرع الخضروات لتحقيق اكتفاء ذاتى والاستغناء عن استيرادها من الخارج، لأن الأزمات التي مرت بنا علمتنا بأن من لا ينتج غذاءه، لا يمكن أن يعيش.
4- العمل على تحسين ظروف العمال وخصوصا عمال سلك التعليم وعمال قطاع الصحة وعمال قواتنا المسلحة وقوات أمننا التي هي سبب ما ننعم به من أمن في بلدنا
5- إطلاق إصلاح يمثل لفتة كبيرة على المتقاعدين الذين كانوا موظفين وأبلوا في عملهم، وبعد التقاعد وجدوا أنفسهم في وضعية غير مريحة لا تمكنهم من العيش بطريقة كريمة
وأما بخصوص اهتمامات وطموحات سكان ولاية لعصابه فقد أكد المرشح أنه من بداية المأمورية الأولى حرص على استفادة هذه الولاية من المشاريع التي تم إطلاقها في المرحلة الماضية، فمندوبية التآزر ومفوضية الأمن الغذائي قاموا بتدخلات كبيرة في الولاية، وأكثر من 12 ألف أسرة حصلت على التأمين الصحي، وأكثر من 13 ألف أسرة تستفيد حاليا من التحويلات النقدية المباشرة بصفة منتظمة، وأكثر من 21 ألف أسرة تستفيد واستفادت بالماضي من تحويلات نقدية ظرفية.
وفي إطار السكن الاجتماعي فإن الأشغال حاليا متقدمة في 358 منزلا بمدينة كيفه، كما تم تشييد عدة سدود كبيرة وعشرات من السدود الرملية، وتمت زيادة كمية المياه التي تضخ في شبكة كيفه بـ 2000 طن يوميا، بفضل المشروع الذي تم إنجازه لسحب المياه من منطقة “بوكادوم”.
وفي هذا السياق أكد المرشح أن موضوع العطش سينتهي وسيحصل السكان على الماء الوفير الممدود بأنابيب كبيرة الحجم، كما سيوفر الماء لـ 90 قرية على الطريق الرابط بين كيفه والنهر، وسيتم العمل لاحقا على إيصاله لمناطق أخرى من بلدنا بعد وصوله لمدينة كيفه، وستبدأ انطلاقة هذا المشروع سريعا.
مضيفا أنه تم تزويد أكثر من 100 قرية بالمياه الصالحة للشرب، وتم تشييد العديد من المدارس ومؤسسات التعليم الثانوي، ويستفيد أكثر من 12 ألف طفل في الولاية من الكفالة المدرسية، كذلك يجري العمل على تنفيذ مشاريع طرقية ستسفيد منها الولاية، منها توسيع الشبكة الطرقية بكيفه وإعادة تأهيل طريق كامور – كرو – كيفه، وبناء طريق الصواطه – مونكل – باركيول، وطريق تجكجة – ولد ينجه التي ستمر من مدينة كيفه.
وخاطب المرشح سكان ولاية لعصابه قائلا: “مهما كانت الحصيلة كبيرة فإنكم تستحقون أكثر وسنحرص على حصولكم عليه، نظرا لمكانة الولاية ومركزيتها في الوطن، وحجم السكان فيها، وتوسع المدن وخاصة مدينة كيفه”، مردفا: “أعرف أن هناك مشاكل ما تزال مطروحة، لكن بناء الدول يتطلب الوقت والتدرج، ولمواجهة المشاكل والتحديات المطروحة حاليا، أتعهد لكم بمضاعفة الاستثمارات المخصصة للولاية في مجال الرعاية الصحية، والتأمين، والتعليم والبنى التحية، ومضاعفة أعداد الأسر المستفيدة من الحماية الاجتماعية وتأمينها الصحي كذلك، ومضاعفة التوزيعات المباشرة، علاوة على تجهيز مركز كبير للتكوين المهني في مدينة كيفه”.
وفي الختام شكر المرشح سكان ولاية لعصابه مرة أخرى، معبرا عن ثقته من أن تألقهم في يوم الاقتراع الموافق لـ 29 يونيو الجاري سيكون أكثر من تألقهم في المهرجان اليوم، متمنيا لهم عيد أضحى مبارك وسعيد، مبديا غبطته بتزامن هذه المحطة من زيارة الولاية مع العيد.