بدر القرن الواحد والعشرين

أبو معتز

يحاول مثقفون وسياسيون عرب،تسفيه معركة غزة،والتركيز على خسائرها البشرية والمادية،دون الإشارة ولو بالخنصر إلى مكسب واحد من مكاسبها.

ولأن شأن الأمة أمانة في أعناق أبنائها،رغم أن جلهم لن يؤدي تلك الأمانة ولن يتحملها أصلا،ولتأدية لنزر من تلك الأمانة،سنذكر نزرا من مكاسب تلك المعركة،التي نعتبرها “بدر” الحرب العربية ـ الصهيونية،التي خسرنا كل معاركها،رغم خوضها بإمكانيات هائلة عدة وعتادا.

إن أول مكاسب هذه المعركة،هو تحرير العقل البشري،من سطوة الصهيونية العالمية،وهو لعمري مكسب يفتخر به كل أحرار العالم،لبعده الإنسانية.

من مكاسب معركة “بدر” القرن الواحد والعشرين،لأول مرة ، منذ النكبة الأولى تنتفض جامعات الغرب العريقة ويثور طلابها وبعتصمون حاملين العلم الفلسطيني ،وبواجهوا بأجسادهم العارية،قوات أمن بلادهم،التي كان دورها تأمينهم،وبدلا من ذلك سحلتهم في الشوارع،كاشفة بذلك سوءات كذبة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
من مكاسب “بدر” القرن الواحد والعشرين،قطع عشرات الجامعات الغربية،علاقاتها مع الكيان الصهيوني،وحرمانه من نتائج بحوثها.

من مكاسب “بدر” القرن الواحد والعشرين،نزول مواطني الدول التي أنشأت الكيان الصهيوني،إلى الشوارع لأول مرة،مطالبة بوقف جميع أنواع التعاون مع هذا الكيان .

من مكاسب بدر القرن الواحد والعشرين ،أن قادة إسرائيل أصبحوا مطاردين في جميع أنحاء العالم وجنودها يفرون كالجرذان خوفا من الاعتقال والمحاكمة…

ورغم أن مكاسب هذه المعركة،لا يمكن لأي كان الإحاطة بها،فإن من أهمها كشف منافقي الأمة ومتخاذليها،وأكثر من ذلك،بعث روح القتال وأمل الإنتصار ، الذين قتلتهما الهزائم والخيانات التي تعرضت لها الأمة.

وعكس مثقفينا،فقد أصبح مثقفو العالم وخاصة الغرب،بعتبرون أن الكيان الصهيوني هزم هزيمة تذكر بـ”داوود وجالوت”.

ولمثقفينا المتخاذلين نقول كما قال شاعرنا:
فإن كنت حِبا أبصرت عينك المنى
وإلا فمت غما على قلبك الجمر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى