بيان استنكاري بشأن ما تعرّضت له المعلمة ماريا تراوري من ظلم وتشهير

إننا نعبر بسم المعلمين في مدينة نواكشوط، وبعد اطلاعنا على البلاغ الرسمي الصادر مؤخرًا عن وزارة التربية ، والذي تضمن اتهامًا جائرًا للمعلمة ماريا تراوري بالتغيب عن العمل دون مبرر، نود أن نُعرب عن صدمتنا البالغة واستنكارنا الشديد لما تعرضت له زميلتنا من ظلم وتشهير، يتنافى كليًا مع مقتضيات المهنية، وروح العدالة، ومبادئ الإنصاف.
لقد أثبتت الوقائع، وبشهادة مفتش التعليم نفسه، أن الأستاذة ماريا تراوري كانت حاضرة ومتفانية في أداء مهامها التربوية، وفي نفس اليوم الذي زُجّ باسمها فيه ضمن قائمة “المتغيبين”! بل إنها استقبلت المفتش في قسمها، وأكد تقرير الزيارة الرسمية انضباطها الكامل وحضورها اللافت.
الأدهى من ذلك، أن إدراج اسمها في البلاغ جاء نتيجة “خطأ إداري”، بحسب ما تبيّن لاحقًا، بعد أن اتضح أن أحد زملائها قدّم بحقها تقارير كيدية كاذبة، وأن الإدارة المعنية تواطأت بصمتٍ أو فعلٍ في هذا الظلم، مما يُعد خرقًا فاضحًا للأخلاق المهنية، وإضرارًا متعمّدًا بسمعة معلمة يُشهد لها بالكفاءة والالتزام والتضحية اليومية في ظروف بالغة الصعوبة.
إن الأستاذة ماريا تراوري ليست مجرد موظفة في قطاع التعليم، بل هي رمز للجدية والانضباط، واسمٌ ناصع في سجلّ الكفاح الوطني، ابنة المناضل الكبير لابجي تراوري، التي اختارت طريق العطاء في الميدان بدل التملّق في المكاتب.
وإزاء هذا الظلم الصارخ، فإننا نعلن ما يلي:
1. تضامننا الكامل وغير المشروط مع الأستاذة ماريا تراوري، ووقوفنا إلى جانبها في وجه هذا الافتراء الجائر.
2. مطالبتنا بفتح تحقيق شفاف ومحاسبة الجهات الإدارية المسؤولة عن هذا التشهير، سواء من قدموا التقارير الكاذبة أو من وافقوا على نشرها دون تحقق.
3. دعوتنا وزارة الترببة إلى تصحيح الخطأ علنًا، ورد الاعتبار للأستاذة ماريا تراوري بما يليق بمكانتها.
4. رفضنا القاطع لمثل هذه الممارسات التي تستهدف المُخلصين وتكرّس مناخ الترهيب والتمييز داخل قطاع التعليم.
5. تأكيدنا أن النهوض بمنظومتنا التربوية يبدأ من الإنصاف، لا من القمع، ومن تشجيع المتميزين لا مطاردتهم بالتقارير الكيدية.
وفي الختام، نقول بصوت واحد:
> لن نسكت عن الظلم، ولن نقبل أن يُهان المُخلص ويُكرّم المتخاذل.
صدر بتاريخ: 09 يونيو 2025
عن معلمي مدينة نواكشوط