لا خيرة لنا أن نختار بين الصهائنة وإيران….
محمد ولد الراظي

إن قوة الغرب علينا تكمن في تَمَكُّن دعايته الإعلامية من عقول الغالبية منا عربا ومسلمين، فأمريكا لا تقهر ولا قبل لأحد بمواجهتها ولا بمواجهة ربيبتها هذا الكيان المسخ في فلسطين المحتلة……هكذا يقولون !!!! وينسون أو يذهلون أن أمريكا لم تربح حربا في تاريخها كله ولكنها تقدر على الدمار فدمرت كثيرا ولا تجرؤ إلا على الشعوب الأضعف والدول الأقل حيلة لمواجهتها…..فرغم الخروج المذل لطائراتها الهاربة من كابول وقبله خروجها الذليل من العراق وقبل ذلك خروجها المهين من “سايقون” يتسابقون للمنافذ لا يلوون على شيء وغير هذا كثير ، ما يزال الكثير من الناس يرى في الخروج عن طاعتها سفاهة وتهورا مميتا…..
تباهى الكثير منا بعظمة الغرب وفعله الإستخباراتي حين دبر مجتمِعا لما يقارب السنتين عملية استخباراتية ضد مطارات روسية قصية مكشوفة بحكم اتفاقيات “سولت” بين أمريكا والإتحاد السوفيتي لتمكين كليهما من مراقبة سلوك الآخر والتحقق من نواياه، وتناسى هؤلاء عملية الحادي عشر من سبتمبر التي نفذها نفر قليل ضد أقدس الأقداس الأمريكية في قلب أمريكا واشنطن ونيويورك !!!! أمريكا قوية لا شك في ذلك ولكنها ليست الأقوى وليست الوحيدة ولو كانت القوة وحدها تكفي ليقبل المظلوم بظلمه والمحتل بالإحتلال ما كانت أمريكا لتكون أصلا…….فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك
انتشى الصهائنة بالخامس من حزيران وهوَّل الجميع لعظمة الإنجاز وروجت الدعاية الغربية للجيش الذي لا يقهر ؛ فكان العبور بعد ست سنين وتلاشى بارليف وبلغت القلوب الحناجر……..
تعيش منطقة الشرق الأوسط أسوأ لحظة تاريخية لها والسبب الجوهري أن الشعوب تلهو بفتن داخلية مستنسخة من الخيال تغذيها ماكينة إعلامية صهيونية بلغات العالم كله ، الشيعة في مواجهة السنة والسلفية في مواجهة التصوف وهؤلاء لا دين لهم وأولئك فسقة وآخرون ما بين الكفر والفسوق والعرب ضد الكرد والفرس والجميع ضد الجميع …….لتخلو للصهائنة ساحة “أرض ميعادهم”
إيران بغض النظر عن ماضيها ومآسينا منها وما ألحقته بنا من أذى كبير ، تواجه اليوم عدوا أزليا لنا لا خيار لنا في الموقف منه؛ فالله قال في الصهائنة إنهم أشد الناس عداوة لنا وصدق الله العظيم فهم اليوم يحتلون أرضنا ومقدساتنا ويقتلون أطفالنا ونساءنا وشيخونا ، فليس لنا الخيرة أن نختار بين إسرائيل وإيران وليس لنا أن نختار بين أمريكا المتصهينة في أية مواجهة لها مع أي طرف……وعلينا أن نقرأ التاريخ بعيدا عن إعلام الغرب الذي يصور روسيا أنها محطة بنزين ولكنه يرتعد منها في نفس الوقت ويصور الصين أنها مجرد منتج للقماش في الوقت الذي تدوس فيه كبرياء الدولار وتقتلع من جذورها أكبر عملية غش مالي شهدها العالم والتاريخ وانبنت عليها قوة أمريكا يوم جعلت من عملتها عملة التبادلات ومشكلة العالم !!!!!!
اللهم انصر إيران على إسرائيل وسدد رميها وبث الرعب في صفوف أعدائنا أبدا وأعدائها اليوم…….