اعتقالات على طريقة الدومينو: عناوين سكنية تتحول إلى مصائد للجالية الموريتانية في ميتشيغان

تشير المعطيات المتداولة داخل أوساط الجالية الموريتانية في ولاية ميتشيغان إلى بروز ما يمكن وصفه بـظاهرة “تأثير الدومينو” (Domino Effect) في عمليات الاعتقال الأخيرة التي نفذتها عناصر إدارة الهجرة. فبحسب مصادر متعددة، فإن جميع الاعتقالات الجديدة تمت في عناوين سبق أن شهدت توقيف شباب آخرين خلال فترات سابقة، ما يثير تساؤلات جدية حول آليات الاستهداف المعتمدة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الجالية الموريتانية في ميتشيغان، في تصريح خاص للمنصة الموريتانية في أمريكا، أن جميع الاعتقالات الأخيرة جرت بالفعل في عناوين سبق أن تم اعتقال أحد ساكنيها قبل أسابيع، وهو ما يعزز فرضية اعتماد سلطات الهجرة على نمط تتبع متسلسل قائم على العنوان السكني لا على الحالات الفردية فقط.
هذا النمط يعكس، على الأرجح، اعتماد سلطات الهجرة على قواعد بيانات وعناوين مصنّفة مسبقًا باعتبارها “نقاط اهتمام”، بحيث تتحول المساكن التي شهدت توقيفات سابقة إلى بؤر مراقبة مستمرة. ومع كل عملية اعتقال، يتم توسيع دائرة الاشتباه لتشمل باقي القاطنين أو المرتبطين بالعنوان نفسه، وهو ما يخلق سلسلة متتابعة من التوقيفات، تمامًا كتساقط أحجار الدومينو.
وتكمن خطورة هذه الظاهرة في أنها تنقل الاشتباه من الفرد إلى المكان، بحيث لا يعود التقييم مبنيًا فقط على الوضع القانوني لكل شخص على حدة، بل على التاريخ الأمني للعنوان السكني. وهذا النهج قد يؤدي إلى استهداف غير مباشر لأشخاص لم يكونوا محل متابعة سابقة، لمجرد سكنهم في مكان سبق أن ارتبط بقضية هجرة.
كما أن هذا “التأثير المتسلسل” يُسهم في تعميق حالة القلق داخل الجالية، ويدفع بعض أفرادها إلى تغيير أماكن السكن بشكل متكرر، أو تجنب مشاركة العناوين مع الآخرين، ما ينعكس سلبًا على الاستقرار الاجتماعي والتكافل داخل الجالية. ويزداد هذا القلق في ظل السياسات الفدرالية الأخيرة التي تشدد على التتبع والمراقبة وتعزز استخدام التكنولوجيا والبيانات السابقة في عمليات الإنفاذ. خاص بالمنصة الموريتانية في امريكا
وفي المقابل، يرى مراقبون أن هذا الأسلوب يعكس مقاربة أمنية وقائية من منظور السلطات، تقوم على تتبع الشبكات والعلاقات المكانية بدل الاكتفاء بالحالات الفردية. غير أن نجاح هذه المقاربة يظل مرهونًا بمدى احترامها لمبدأ الفصل بين المسؤولية الفردية والجماعية، وضمان عدم تحويل الجالية ككل إلى دائرة اشتباه مفتوحة.
خلاصة القول، إن ظاهرة “Domino Effect” في ميتشيغان، إذا ما تأكدت معطياتها، تمثل تحولًا مقلقًا في نمط إنفاذ قوانين الهجرة، وتستدعي وعيًا قانونيًا أكبر داخل الجالية، إضافة إلى تحرك منظم عبر القنوات الحقوقية والإعلامية لتوضيح الصورة والدفاع عن الحقوق المشروعة للأفراد، بعيدًا عن منطق التعميم والاشتباه المكاني.
المنصة الموريتانية في امريكا



