وزير الثقافة يؤكد حرص القطاع من خلال مهرجاناته الوطنية، أن يقدم محتوى ثقافيا وفلكلوريا من كنوز حضارتنا المتنوعة
قال وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان أحمد سيد أحمد ج، إن النسخة 12 من مهرجان مدائن التراث التي انطلقت اليوم بمدينة ولاته
حرص قطاع الثقافة، من خلال مهرجاناته الوطنية، أن يقدم محتوى ثقافيا وفلكلوريا من كنوز حضارتنا وثقافتنا الثرية والمتنوعة؛ فضلا عن العمل على ترقية ودعم المهرجانات الخصوصية، من أجل إثراء الحراك الثقافي وتنويعه خدمة للموروث الوطني. وسنودع، خلال أيام، سنة احتفي فيها بنواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، وسجلت المحظرة على قائمة التراث الإسلامي؛ مع تصنيف ثلاثة عشر موقعا أثريا وطنيا على نفس القائمة.
وفي مجال الفنون توزع اليوم للمرة الثانية – على قائمة فعاليات مدائن التراث – جائزة فخامة رئيس الجمهورية للفنون الجميلة؛ والتي ساهمت دون شك في تنشيط الساحة الفنية والرفع من مكانة الأنماط الحديثة والدفع بإسهامها في التنمية الثقافية.
لقد جندت طواقم القطاع من خبراء وموظفين وعمال كل طاقاتها من أجل أن تكون النسخة الحالية من “مهرجان مدائن التراث” مميزة ولافتة في شكلها وفي مضمونها، فحرصت على استثمار كل الوسائل والطاقات المتاحة تحضيرا وتنظيما. وقد شملت هذه النسخة من المهرجان – شأنها شأن سابقاتها – سلسلة من الأماسي الثقافية والأدبية والمديحية (شعرية وغنائية) بكل لغاتنا الوطنية؛ ينعشها عدد من الأدباء والشعراء والفنانين والمداحين.. إضافة إلى عروض مسرحية فنية جادة مع حزمة من الفعاليات الثقافية والترفيهية، نأمل أن تحقّق لضيوف المهرجان والمشاركين فيه كل ما يصبون إليه من الإفادة والإمتاع.
وليس يخفى أن هذا المُحتَوى يندرج – في مجمله – في صميم رأس المال الرمزي الذي راكمه أسلافنا؛ فالموسيقى ليست ديوان أمجادنا وقيمنا ومثلنا فحسب، بل هي شاهِدٌ بارز على خصوصيتنا الذاتية وعلى قُدرَة أرضنَا وشعبنا على صَهْرِ مُكونات ثقافية وحضارية مختلفة في نَسقٍ مُوسيقى عالم وطني متميز لا مثيل له في الثقافات التي ألهمته ولا في غيرها من ثقافات العالم.
وما يصدق على الموسيقى يَصْدُقُ على الأَدَب الذي كان دومًا واحدًا من أهم أجناس المعرفة التي ارتبطت باسم بلادنا في الآفاق، حتى دفعت بعض إخواننا إلى اعتبارنا بلد المليون شاعر.
وما من شك أن هذا المهرجان سيكون فرصة لإبراز المواهب الفنية الموريتانية التي ما يزال أصاحبها يتملكون ذلك الإحساس الفني المُرهَف وتلك الشاعرية التي تسكن وجدان مُبدعينا من مُختَلَفِ الأجيال. فقد عمل قطاع الثقافة، وكل هياكل الوزارة، على إثراء برنامجه وتنويعه وإشراك كل المهتمين والمعنيين إبرازًا لتنوعنا الثقافي والحضاري الذي هو مكمن خصوصيتنا، وإنعاشا لِفَضائنا الثقافي.
ولا غرابة إن تَكَشَّفَ هذا المهرجان عن تَفَتُقِ مواهب جديدة، فهو جزء من حصيلة مشروع مجتمعي واع وطموح تعهد فيه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بإعادة السفارة الثقافية الموريتانية إلى سابق عهدها؛ إلى حيث كان اسم البلد عنوانا للمعرفة والثقافة والفن.