إنها مخالب فرنسا…

قد يعتقد الطيبون،من نخبتنا ومن مواطنينا الشرفاء،أن ما قام به بيرام وما تبقى من حركة “أفلام” أمس،هو مجرد ردة فعل على نتائج الإنتخابات،تحت صدمة خيبة أمل،تركتها أحلام ليالي الصيف الرطبة،في نفوس “أبسيكوباتيين”،غير أن الأمر أعظم من ذلك.

إن المتابع للتحولات العميقة،التي يعرفها العالم عامة ومنطقتنا بصفة خاصة،سيكتشف دون عناء،خيوط العنكبوت التي تحاول فرنسا عن طريقها،جرنا معها خارج سياق محيطنا الجواري،الذي لفظها من خلال العسكر وصناديق الإقتراع.

لقد بدأت محاولات فرنسا،باللقاء الذي عقد في باريس،بين الرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز،وقيادات من حركة “أفلام”.

ثم حاول بعض نخبتنا من مسؤولين سابقين،من خلال مقالات نشروها قبل فترة وجيزة،وصف موريتانيا حليف الغرب وعدو الشرق،ودعا صراحة لتدخل حلف الناتو،لحماية موريتانيا من مرتزقة فاغنير.

وقبل أيام عنونت “جون ٱفريك”،المعروفة بخضوعها لإراد فرنسا،عنونت تحقيقا عن الإنتخابات الرئسية في موريتانيا،بـ”غزواني،عدو فاغنير والمقرب من فرنسا…”،هذا إضافة إلى امور كثيرة أخرى.

لا يستطيع من يقرأ ما وراء السطور في ما يحدث،إلا أن يتذكر الفترة التي سبقت أحداث 89 المؤلمة،ويشعر بقشعريرة بين كتفيه.

إنما يحدث في بلادنا اليوم،هو بفعل مخالب فرنسا،التي تنشبها في جسمنا كالقشة الأخيرة التي تعتقد أنها ستنقذها من السقوط الحر، من جبل الغرب الإفريقي.

ولكي تظل قادرة على البقاء معلقة،عليها أن تشغل النظام من خلال تحريك مخالبها -“أفلام،إراء وحلفاءهما”- وهو ما بدأته منذ أمس.

علينا جميعا،نبذ خلافاتنا لتخيص بلادنا من مخالب فرنسا،قبل أن تأخذنا معها في سقوطها الحر إلى الهاوية.

أبو معتز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى