موريتانيا والسنغال تتفقان على ما يخدم شعبي البلدين
أكدت موريتانيا والسنغال عزمهما على المضي قدما في تعزيز التعاون الثنائي وانتهاج سنة الحوار والتشاور في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء بالقصر الرئاسي في نواكشوط، في أعقاب الزيارة الرسمية التي أداها الرئيس السنغالي السيد ماكي صال إلى موريتانيا يومي ١٧ و ١٨ فبراير الجاري، تلبية لدعوة من أخيه وصديقه السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية.
وفيما يلي النص الكامل للبيان:
“بدعوة من أخيه وصديقه صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، قام صاحب الفخامة السيد ماكي صال رئيس جمهورية السنغال يومي 17 و 18 من فبراير 2020 بزيارة عمل وصداقة لموريتانيا، على رأس وفد هام ضم العديد من الوزراء و الموظفين السامين.
وتترجم هذه الزيارة، التي تندرج في إطار العلاقات الأخوية والتعاون المتنوع بين البلدين، إرادة التشاور والحوار الدائم بين الرئيسين، كما تسعى إلى تعزيز الروابط التاريخية بين الشعبين الموريتاني والسنغالي.
وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيسان محادثات على انفراد تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا شبه المنطقة وكذا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقد عكست هذه المحادثات، التي تم توسيعها لاحقا لتشمل الوفدين، تطابقا تاما في وجهات النظر حول القضايا المثارة.
وقد شكر فخامة السيد ماكي صال، فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على حضوره النسخة الأخيرة من منتدى داكار للأمن والسلم.
وهنأ فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، فخامة الرئيس ماكي صال على نجاح هذا المنتدى الذي أصبح محطة أساسية لتدارس قضايا السلم والأمن القاريين.
وعبر الرئيسان صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وصاحب الفخامة السيد ماكي صال عن ارتياحهما لجودة علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار القائمة بين الشعبين الموريتاني والسنغالي، وأعربا مجددا عن عزمهما على اتخاذ كل ما من شأنه أن يطورها ويعززها ضمانا لتنمية متكاملة في البلدين.
واستعرض الرئيسان مختلف مجالات التعاون وعبرا عن ارتياحهما لما تم تحقيقه من إنجازات.
وأكدا على وجه الخصوص على التعاون في مجالات الطاقة والصيد والبيطرة والمياه والأمن.
وخلال تناول مسألة الأمن عبر الرئيسان عن ارتياحهما للنتائج الحاصلة في إطار التعاون بين البلدين واتفقا على دعم مقاربة تضامنية للوقاية والمحاربة الأنجع للجريمة المنظمة العابرة للحدود في مختلف تجلياتها وخصوصا الإرهاب والتجارة غير الشرعية للسلاح والمخدرات، وكذا الاتجار بالبشر وتبييض الأموال.
وفي مجال الطاقة ثمن الرئيسان الجهود المبذولة لتطوير هذا القطاع، وعبرا عن إرادتهما لمواصلتها وتكثيفها.
وحث الرئيسان حكومتي البلدين لتعزيز التعاون في مجال الجيولوجيا والهيدروجيولوجيا.
وفي ما يتعلق بالتغيرات المناخية اتفق الجانبان على مراجعة النتائج الجيولوجية المتحصل عليها بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث في الدولتين.
وحثا كذلك الحكومتان على تكثيف التعاون في مجال تثمين الموارد الضرورية في مجال البناء وأغراض أخرى.
وفي مجال الصيد تناول الرئيسان صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وصاحب الفخامة السيد ماكي صال ، مسألة شروط استغلال موارد الصيد ، وأصدرا التعليمات للوزيرين المكلفين بالصيد والاقتصاد البحري لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتقوية التعاون في هذا المجال.
وأعطى الرئيسان تعليماتهما لحكومتيهما بتشكيل مجموعة عمل مكلفة بمتابعة تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين .
وفي مجال البيطرة ثمن الرئيسان التعاون الوثيق بين الحكومتين خصوصا في إطار الاتفاق المنظم لشروط للانتجاع الحيواني في البلدين.
وفي إطار تزويد ملائم للسوق السنغالية بالأضاحي، أسديا تعليماتهما للحكومتين للقيام بمشاورات تتعلق ببيع الأضحية، ووافق الجانب السنغالي في هذا الإطار على منح 45 يوما للمواشي القادمة من موريتانيا للتسويق.
وقد حضر الرئيسان مراسم توقيع البيان المشترك وكذا التوقيع على ست اتفاقيات في مجالات الصيد والطاقة والزراعة والأمن والاتصالات والضرائب.
وعبر الرئيسان عن تمسكهما بمنظمة استثمار نهر السنغال، كنموذج مثالي وإطار لتعاون وثيق قائم على استغلال الموارد المشتركة والمساواة والتضامن بين الدول المطلة على حوض نهر السنغال.
ونظرا لأهمية التسيير المستدام للمياه الجوفية المشتركة كأولوية إستراتيجية فقد أعطى الرئيسان توجيهاتهما من أجل ترقية التسيير التشاركي لحوض المياه الجوفية.
وفي هذا الإطار سينطلق رسميا في دكار فريق عمل مكلف باقتراح آلية تشاركية للتسيير المستدام للمياه الجوفية في هذا الحوض.
كما ستنظم في نواكشوط طاولة مستديرة رفيعة المستوى تضم الدول الأعضاء ومؤسسات الأحواض و الشركاء لاعتماد الآلية المذكورة وربطها بخطة عمل متناسقة وواقعية.
كما أكد الرئيسان على الدور الذي تلعبه لجنة مكافحة آثار الجفاف في الساحل والوكالة الإفريقية للسور الأخضر العظيم في محاربة التصحر في الساحل، وكذلك على أهمية الانتجاع وتجارة المواشي بين البلدين.
أما على مستوى الملفات القارية والدولية فإن الرئيسين أكدا على ضرورة إقامة تحالف قاري ودولي واسع من أجل القضاء على الإرهاب والعنف في القارة خصوصا في ليبيا ودول الساحل.
كما عبرا عن إرادتهما القوية في العمل على إنجاح منطقة التبادل الحر القارية وإجمالا على تحقيق أهداف أجندة 2063.
وفي موضوع القضية الفلسطينية أكد الرئيسان مجددا على مساندتهما التامة لحل سلمي عادل ودائم يقوم على أسس القانون الدولي المنصوص عليه في كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وخلال تناول القضايا متعددة الأطراف أكد الرئيسان خصوصا على ضرورة الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن بصورة تضمن التمثيل المنصف للدول الأعضاء وتعكس الواقع الجيوسياسي الحالي.
وقد ركزا في هذا السياق على تمسكهما بالموقف الإفريقي المشترك المعبر عنه في تفاهم أزيلويني.
وفي ختام زيارة العمل والصداقة للجمهورية الإسلامية الموريتانية عبر صاحب الفخامة السيد الرئيس ماكي صال عن شكره وعميق امتنانه لأخيه صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللحكومة والشعب الموريتانيين للاستقبال الحار والأخوي والضيافة الكريمة التي خصصت له وللوفد المرافق له.
ووجه صاحب الفخامة السيد الرئيس ماكي صال الدعوة لأخيه صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للقيام بزيارة رسمية لجمهورية السنغال. وقد تم قبول هذه الدعوة بارتياح كبير على أن تحدد عبر الطرق الدبلوماسية”.