تكريم واشنطن.. اعتراف دولي بثلاث سنوات من البناء
بقلم: سيد امحمد أجيون
أثار تكريم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني جدلا بين أقلية مكذبة وأغلبية مصدقة، في وقت لم تعد مثل هذه النقاشات مطروحة في عصر الانفتاح العالمي اللامحدود والخيارات الكثيرة عبر وسائل التواصل ولم تعد اللغات عائقا أمام من يتقن لغة واحدة على الأقل..
لقد كان التكريم موثقا وخلال حفل للأكاديمية الأمريكية بواشنطن، وبحضور أعضاء من الكونغرس ومستشارين بالبيت الأبيض، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، ورؤساء وشخصيات إفريقية رفيعة ممثلة لبلدانها في أعمال القمة الأمريكية الإفريقية، التي وجهت دعوات المشاركة فيها ل49 شخصية معروفة المنصب والبلد، من الرئيس الأمريكي جون بايدن.
إن موريتانيا حصدت جائزة قيادة التميز هذا العام على أساس الجهود القيمة المبذولة في مجال بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وليست لوحدها بل لجهود البلاد الحثيثة كذلك في محاربة الغلو والتطرف بشقيه العسكري والفكري – وهو ما ميز بلادنا عن جميع البلدان التي شهدت مواجهات مع الحراكات المسلحة ومقاربتنا الأمنية الرائدة – في منطقة الساحل والصحراء.
ينضاف إلى ذلك التدبير المحكم للتحديين العالميين العابرين لكل الأنظمة، جائحة كوفيد – 19، والحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتهما التي عانى منها العالم بأسره، وكادت توقف رئته التي يتنفس بها، وكان من نتائج ذلك ارتفاع التضخم الاقتصادي، والمديونية، وارتفاع الأسعار، وبالتالي اتساع حجم الفقراء والفئات الهشة والمعوزة، وهو ما شكلت موريتانيا فيه استثناء مشهودا.
إن بلدا استطاع تحقيق ما سبق ذكره، والعبور بأمان من تحديين عالميين، حقيق بمثل هذا التكريم، وجدير بالإشادة والتنويه، وهو ما لا يمكن أن يفوت على المؤسسات الأمريكية.
إن الجائزة المرموقة سالفة الذكر، تعد تسليطا للضوء على الشخصيات التي تميزت في مجالات عملها، والارتقاء بتطلعات الأجيال الصاعدة وربطها بالأشخاص المتميزين.
وهي أيضا تشكل دعما كبيرا للتوجهات الإيجابية للسلطات العمومية الموريتانية، والتزاما من أجل الارتقاء بمستوى التنمية الاجتماعية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان.
كما أن من شأنها فتح الباب أمام موريتانيا للحصول على تمويلات واستثمارات تعزز قدراتها التنموية، وجهودها في مكافحة الفقر والهشاشة الاجتماعية.
وبكل بساطة لو كان هناك تلاعب أو تحايل بشأن الجائزة كما ذهب إلى ذلك البعض، فإن موريتانيا غير معنية به، وضره أكبر من نفعه على المؤسسة المانحة، لأنه يضرب في الصميم ثقتها ومصداقيتها، وهما ثنائي يشكل رأس مال لا يعوض، وبالتالي كان حتما سيصدر عنها تكذيب.
إن منح الجوائز والأوسمة الدولية، والاعتراف الشعبي الوطني تكريما واعترافا بالإنجازات الوطنية المتراكمة، له أهمية ومصداقية كبيرة، لأنه بمثابة ضامن لشرعية قائد أي بلد، واعتراف بما حقق، وهو أيضا تأكيد على أن الأنظمة لا تقاس بأعمارها، وإنما بما حققت وما أنجزت خلال تلك الأعمار .