إصدار جديد للدكتور اعل ولد اصنيبه عن جون راسكن
يعتبر جون راسكن من أبرز كتاب ومثقفي عهد الملكة فيكتوريا.
بزغ نجمه لما تحول من ناقد للفن التشكيلي والفن المعماري إلى ناقد ومجدد اجتماعي وخاصة عندما اصطدم بالمدرسة الليبرالية والرأسمالية وفند أطروحاتها ووصف الاقتصاد السياسي بعلم ظلامي لا يخدم البشرية بل يكرس الجشع واستغلال الأغنياء للفقراء بشكل سافر.
ردة فعل المدرسة الليبرالية والسجال الذى تبع ذلك جلب لجون راس كين تعاطفا واسعا في بعض الأوساط الثقافية البريطانية ومن جهة أخرى تميز جون راسكن بتسليط الضوء على إشكالية البيئة والتنمية المستدامة ما يجعله سباقا في تناول هذا الموضوع الذي أصبح في أواخر القرن العشرين معضلة سياسية كونية.
هذا الكاتب الموسوعي ؛إذ ألف أكثر من أربعين كتابا في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع والفن التشكيلي والهندسة المعمارية وعلم النباتات والعلوم الطبيعية، امتد تأثيره إلى أوروبا وآمريكا وأصبح له أتباع من كل مكان كان من أبرزهم مهتما غاندي وغيره من المناضلين وقادة الرأي في الغرب وفى دول العالم الثالث. ومن الغريب أنه مجهول في إفريقيا والعالم العربي وفى الدول الفرانكفونية مع أن مارسل بروست الكاتب الفرنسي العملاق ترجم له وتأثر به كثيرا.
كانت أفكار جون راسكن الإصلاحية وفلسفته السياسية مصدر إلهام لبعض الاشتراكيين الأفارقة على رأسهم رئيس تانزانيا السابق جوليوس نيارري صاحب نظرية “أوجماعة” الاشتراكية.
منذ فترة ليست بالقصيرة اهتم الدكتور اعل ولد بكارولد اصنيبه بجون راسكن ، وها هو يصدر عنه مؤلفا يتطرق لتأثير هذا الكاتب العملاق غير المعلن على جماعة الاشتراكيين والأفارقة منهم بالخصوص.
العمل الجديد للأستاذ الباحث اعل ولد اصنيبه يعد مصدرا لإثراء البحث العلمي في مجال الأدب والعلوم السياسية.