وزير الثقافة يلقي كلمة موريتانيا أمام الجمعية العامة الثالثة والأربعين لليونسكو في سمرقند

ألقى وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، اليوم الأربعاء 5 نوفمبر 2025، كلمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية أمام الجمعية العامة الثالثة والأربعين لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، المنعقدة في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان.

وحضر الجلسة ، السيدة مولاتي المختار لمحيميد، السفيرة المندوبة الدائمة لدى اليونسكو، إلى جانب أعضاء الوفد الموريتاني المشارك، من وزارة الثقافة والمندوبية الدائمة بالمنظمة، في أعمال هذه الدورة التي تشهد مشاركة واسعة من وزراء الثقافة ومندوبي الدول الأعضاء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وفي مستهل كلمته، نقل الوزير تحيات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتحيات الشعب الموريتاني الأصيل إلى المشاركين، مبرزًا اعتزاز موريتانيا بالمشاركة في هذا المحفل الأممي الذي يُجسد قيم الحوار والتنوع الثقافي والتفاهم الإنساني.

وأشاد الوزير بحسن تنظيم هذه الدورة من طرف جمهورية أوزبكستان، وبالجهود الكبيرة التي تبذلها الأمانة العامة لليونسكو لترسيخ الثقافة والحوار وتعزيز الإبداع والتعاون الدولي في المجالات التربوية والعلمية والثقافية.

وفي عرضه أمام الجمعية العامة، استعرض الوزير أبرز الإنجازات التي حققتها موريتانيا في مجالات الثقافة والفنون والاتصال منذ عام 2019، في إطار الرؤية الوطنية الطموحة التي يقودها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي جعلت من الثقافة رافعة للتنمية، وجسرًا للتقارب الإنساني، ومحرّكًا للسلم والتماسك الاجتماعي.

وأوضح أن هذه الرؤية تُرجمت إلى تحولات نوعية تمس مختلف مكونات العمل التربوي والثقافي والإعلامي، من أبرزها:
1. في المجال التربوي والتعليمي
إصلاح النظام التعليمي من خلال إطلاق المدرسة الجمهورية لإشاعة المعرفة وضمان ولوج جميع لمدارس توفر التعليم المناسب لكل طفل. وضخ استثمارات عمومية كبيرة مكنت من بناء مدارس جديدة تمثل في مجموعها نصف ما كان موجودا من الحجرات قبل 2019، ورفع عدد الطواقم التربوية بازيد من الثلث.
وتهدف هذه الاستراتيجية إشاعة المعرفة ودمقرطة المعلومة
2. في مجال الثقافة والتراث:
• اعتماد مقاربة وطنية تربط بين التراث والتنمية، والهوية والحداثة، والإبداع والاقتصاد الثقافي؛
• تنظيم مهرجان مدائن التراث في المدن التاريخية (شنقيط، وادان، تيشيت، وولاتة)، بمكوّنٍ تنموي تجاوز 16 مليار أوقية قديمة خلال النسخ الأربع الماضية، مما جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية المحلية؛
• إدراج مدينة جول التاريخية ضمن قائمة التراث الوطني والإسلامي؛
• تصنيف المحظرة وملحمة صمبا حالادو تراثًا عالميًا، والاعتراف بـاللغة السوننكية لغةً عابرةً للحدود؛
• تصنيف عشرات المواقع في قوائم التراث الإسلامي والوطني، وإطلاق برنامج وطني لحماية التراث المغمور بالمياه وبرنامج للبحث الأثري في مدينة آزوكي التاريخية.

3. في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية:
• تنفيذ برامج لتكوين الشباب في مجالات الفنون والصناعات الإبداعية وتسويق المنتوج الثقافي؛
• تنظيم معرض نواكشوط الدولي للكتاب في نسخته الأولى بمشاركة عربية وإفريقية وأوروبية واسعة، وترسيخ موريتانيا كجسرٍ ثقافيٍ في المنطقة؛
• تنظيم مهرجان الموسيقى الموريتانية في نسختيه الأولى والثانية احتفاءً بالتنوع الفني والإبداع الوطني؛
• المشاركة النشطة في المعارض والمهرجانات الدولية الكبرى تعزيزًا لحضور موريتانيا الثقافي عالميًا.

4. في مجال الحريات والإصلاحات الإعلامية:
• إطلاق إصلاحات إعلامية كبرى مكّنت من ترسيخ حرية الصحافة وضمان حق الجمهور في المعلومة؛
• تصدّرت موريتانيا الترتيب العربي والإفريقي في حرية الصحافة وأمن الصحفيين، حيث احتلت المرتبة 33 عالميًا سنة 2024 وضمن الخمسين الأوائل في سنة 2025؛
• اعتماد سياسة انفتاح وحوار دائم مع الفاعلين الإعلاميين وترسيخ الشراكة في رسم السياسات العمومية للقطاع.

5. في مجال السياسات الاجتماعية والثقافة كرافعة للتماسك:
• اعتماد سياسات اجتماعية منفتحة جعلت الثقافة أداة لترسيخ العدالة الاجتماعية ونشر قيم المواطنة والتضامن؛
• دعم المبادرات الشبابية والمجتمعية في المسرح والموسيقى والفنون البصرية، باعتبارها فضاءات للتعبير والتنوع والالتقاء.

6. في مجال الأمن والتسامح والتعايش:
• انتهاج مقاربة متوازنة جمعت بين الوقاية والحوار، وأسهمت في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وجعلت من موريتانيا نموذجًا في المنطقة في بناء السلام عبر الثقافة ومحاربة الفكر المتطرف.

وأكد الوزير في ختام كلمته أن موريتانيا تُجدد التزامها بأولويات التعاون مع منظمة اليونسكو، وفي مقدمتها حماية التراث غير المادي، وتطوير الاقتصاد الإبداعي، ورقمنة الأرشيف الثقافي، وتعزيز حرية التعبير، وتوسيع الشراكة الدولية لمواجهة التحديات المشتركة.

واختتم خطابه بالتأكيد على أن “الثقافة هي مستقبل يُبنى، ورأسمال رمزي لا ينضب، ومورد للتنمية والتفاهم الإنساني”، مجددًا العهد مع منظمة اليونسكو وشركائها على مواصلة العمل من أجل عالمٍ أكثر انفتاحًا وتآزرًا وإبداعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى