المذهب المغامسي كيف يكون مقبولا ؟
محمد ولد الراظي
صالح المغامسي فقيه سعودي يدعو لمذهب إسلامي جديد لم يعلن بعد من ملامحه سوي رغبته في أن ينشأ علي يديه.
الفكرة في حد ذاتها مفيدة من حيث هي تجاوز لمحظور ذهني ظل المسلمون أسري له لقرون منذ أغلق المماليك باب الإجتهاد والتمذهب ولم يعد مقبولا بالدولة غير أحد الأربعة…..فطغي النقل علي العقل وساد الجمود وتعطلت دورة الخلق والإبداع عن الدوران…..
ثم إنها تحدث تنبيها لعصب الوعي في الإنسان المسلم لعله يفيق من تخدير الموروث فيستشعر الفرق بين المقدس وغير المقدس وبين ما يقبل التبديل والمراجعة وما لا يقبله وبين كلام الله عز وجل وكلام الناس…..
الموروث الديني الإسلامي جعل كل مذهب مقدسا من أهله منفورا من غيره وكلما تقادم الزمن تزداد الخصومات والشحناء داخل المذهب ذاته وبين كل مذهب وآخر….. والضحية في النهاية الإسلام كدين والمسلمون كأمة.
ولئن كان من الصعب إبداء رأي حول مشروع ما زالت ملامحه تعشعش في خيال الفقيه المغامسي فإن الفكرة في حد ذاتها تعد ثورة عميقة قد تؤسس لمشروع كبير يكون بداية لخلاص الأمة من أسباب الفرقة والتشرذم.
“تركتم فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله و…….” حديث تناقله الرواة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم واتفقوا جميعهم علي شقه الأول الداعي للتمسك بكتاب الله واختلفوا في الشق الثاني هذا يقول بالسنة وذاك يقول بالعترة وثالث يقول حصرا بالقرآن الكريم كأحمد وغيره والخلاف حول الشق الثاني كان من أهم أسباب فرقة المسلمين والله أمرهم أن يعتصموا بحبله ولا يتفرقوا…..
المذاهب لم تنزل من السماء ولم يعرفها صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم الأوائل وأول أئمة السنة أبو حنيفة النعمان ولد عام 80 للهجرة أي بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم بما يقارب السبعين عاما…….
من أهم الأسباب التي قد تجعل المذهب المغامسي يستحصل من أسباب النجاح والقبول والإجماع ما لم ينله غيره من المذاهب التي سبقته :
-أن يكون حظيرة لكل المؤمنين بوحدانية الله ونبوة رسوله صلي الله عليه وسلم وأن يترك الخلافات الفرعية جانبا وأن لا يجعل من التشريع شريعة فالشريعة من السماء والتشريع من الأرض وما نزل من السماء مقدس وما يصدر من الأرض محل أخذ ورد ومنشأ فرقة وخلاف
– أن يقوم بغربلة شاملة للفقه التراثي الإسلامي وصقله وإعادة فتح باب التفكير وتفعيل العقل وتحرير العقيدة الإسلامية من شوائب الخرافة التي راكمتها قرون من الجمود……
إن فعلها المغامسي يكون قد أتي شيئا جديدا مفيدا لحاضر الأمة ومستقبلها أما إن كان مذهبه مجرد رقم جديد ينضاف لما سبقه من مذاهب فليبقي مذهبه لنفسه فللأمة ما يكفيها من فرقة وتشرذم.