إشكالية الإدارة والحزب
أحمد محمود محمد أحمدُ ( جمال )
مكنت الزيارة التي قام بها وزير الدولة المكلف بالتوجيه السيد عبد ولد بيه والوفد المرافق له لولاية لبراكنة (١٩٧٥ ) لشرح مضامين مؤتمر حزب الشعب المعروف بحزب التوضيح ، الوالي المساعد محمد فال ولد عبد اللطيف وكان حديث العهد بالممارسة الإدارية ، من معرفة مختلف التوجهات السياسية وخلفياتها التاريخية و الاجتماعية وخلص من ذلك فكرة ، وهي أن حزب الشعب الموريتاني بوتقة ينصهر فيها جميع الاتجاهات والمشارب لتحقيق جملة من الأهداف السياسية يعبر عنها بالأربعة مطالب وكان مع ذلك يدعي أنه ينتهج أسلوبًا من الديمقراطية المركزية يسمح بتعدد الآراء داخله على أن تكون الكلمة الفيصل للهيئات المركزية للحزب وكان الواقع التطبيقي لهذه الفلسفة هو كون القاعدة الحزبية مسموح لها بالتنازع والاختلاف شريطة أن لايؤدي ذلك إلى المساس بالأمن العام أو الطعن في مبادئ الحزب وقيادته.
كانت أول تجربة إداريه خاضها الإداري محمد فال ولد عبد اللطيف تحت إمرة الوالي الضابط المصطفى ولد محمد السالك رحمه الله ، رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني لاحقًا ، ومن جملة ما أخذ عن الوالي أنه كان سيدًا منضبطًا ، حسن السلوك ، وكان مستقيمًا نزيهًا ومتفاني في العمل ،وأنه فيما يتعلق بالخلط بين الدولة والحزب حين رفع شعار أولوية الحزب على الإدارة ، كان لا يتحرج أن يقول علانية أنه <<شعار لامعنى له لأن الإدارة تمثل الدولة والدولة دائمة والحزب زائل ومرحلي>>• وكان النطق بمثل هذا القول في ذلك الوقت يحتاج إلى كثير من الشجاعة.
بعد مضي نصف قرن على إشكالية خلط السياسة والإدارة ، هل أسبقية الحزب الحاكم وفصل الإدارة عن السياسة لازالت مطروحة ؟
اقتباسات من كتاب <<الوالي المساعد >>لمؤلفه الأديب الشاعر محمد فال ولد عبد اللطيف ، والصورة تتعلق بمهرجان شرح مضامين مؤتمر التوضيح الذي ترأسه الوزير عبد الله ولد بيه وحضره الوالي المصطفى ولد محمد السالك والوالي المساعد محمد فال والمسؤولين الحزبيين والإداريين بألاك ( ١٩٧٥)