أهل الشيخ  آياه وحملة الافتراءات “فما أشبه الليلة بالبارحة”

باباه ولد التراد

مرة أخرى تتعرض أسرة أهل الشيخ  آياه لعاصفة افتراءات حاقدة تذكر  بحملة التكفير  والتشهير ضد والدها الخليفة العام للطريقة القادرية الفاضلية الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بُوي سنة 2019  الذي سعى جاهدا إلى توحيد صفوف أتباع الطريقة القادرية  وتوظيف علاقاته الوطيدة بالعديد من رؤساء القارة الإفريقية  خدمةً لنشر الإسلام . ففي ذلك  الحين  تم استهدافه والتجاسر عليه ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ لهدم ﺍﻟﻘﻤﻢ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
وخلال تلك الفترة كتبت مقالا للذب عنه بتاريخ  3 مارس 2019م.
تحت عنوان: استهداف الطريقة القادرية هَدْمٌ للتربية الروحية
أرى من المناسب إعادة نشره  الآن كمساهمة في التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الآن هذه الأسرة الفاضلة التي  راكمت أمجادا هائلة سوف   تتحطم على صخرتها فرية أي حاقد أثيم كما حدث في الماضي .
وفي ما يلي نص ذلك المقال:

جاء في الأثر أن ‏عليّا ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ قال: “ﺣﻴﻦ ﺳﻜﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺗَﻮَﻫَّﻢَ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ.”
أي أن ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ إذا تُرِكَ ﻗَﻮِﻱَ ﻭﺍستأسد ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺼﺪﻯ ﻟﻪ ﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻼﺷﻰ ﻭﺍﺿﻤﺤﻞ، وهذا ينطبق تماما على حالة الاستهداف الممنهج والافتراءات الأخيرة التي لَحِقت الخليفة العام للطريقة القادرية الفاضلية الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بُوي لأنه سعى جاهدا إلى توحيد صفوف أتباع الطريقة القادرية ومُرِيديها، في مختلف أنحاء العالم، ووظف علاقاته الوطيدة بالعديد من رؤساء القارة الإفريقية وسُلُطاتها خدمةً لنشر الإسلام من خلال ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ وأﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ، حيث مثّلت ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﺑﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ تزكية النفوس وخدمة الدين الإسلامي ﻭﺃﺩﻯ منهجها ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺬﺏ القلوب ونبذ الوثنية وإلى الإيمان بالله الواحد الأحد.
 
ﻭﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢﻣﻦ أهمية هذا الدور،فإنما تعرَّض له هذا الشيخ الكبير وعشيرتُه الشريفة وأتباعُ طريقته،المنتشرة في هذا البلد وغيره، منﺍلأذى المقيت والتجاسر الوقح، من طرف أفراد حاقدين، ﻟﻴﺲﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ديننا الحنيف ذلك أن ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰﻫﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ.
ﻓﻤﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺎﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﻓﻚ ﻓﻲﺣﻖ عائشة ﺃﻡ   ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺪﻛﺎﻥ ﺍﻹﻓﻚ ﻃﻌﻨﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻓﻲﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻟﻰﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، بأبي هو وأمي،محمد صلّى الله عليه وسلّمﺛﻢ  لأبي ﺑﻜﺮ رضي الله عنه  ﺛﻢ لأمنا عائشة أم المؤمنين ﺍﻟﺘﻲﺣُﻤِﻞَ ﻋﻨﻬﺎ رُبْعُ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
ﻭﻣﻦﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻت تشكيكُ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻭﺃتباعهم ﻓﻲ ﺭﺍﻭﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، والطعنُ ﻓﻲﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺻﺢَّ ﻛﺘﺎﺏﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ أيضا حِرْصُ ﺍﻷﺑﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﻦ في الصحابةﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺴﺮﻭﺍ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻜِﺴْﺮَﻭِﻳَّﺔِ ﻭنشروا ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ.
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻋﺪﺍﺀ الإسلام ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺻﻠﺔ ﺍﻷﻣﺔ بعلمائها ﻓﺴﻌﻮﺍ جاهدين ﺇﻟﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭتهم ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﻌﻠﻤﺎﺋﻬﻢ وأشياخهم وهذه لَعَمْري سُنّةٌ من الله ماضية لكلّ من سَلك سبيل الأنبياءِ واقتفى آثارهم. بل قد حوى القرآن الكريم الأخبار الكثيرة مِن قَصَصِ أصحاب الرّسالةِ مع أممِهم وما نالهم مِن الأذى والبلاء.
غير أن حِفظ وقار العلماء والأولياء والصالحين والذَبَّ عن عِرضهم وتعظيمَ مكانتهم يحتّم على الكِرام أن يدافعوا عنهم ويردوا شيئًا مِن جميلهم بالعملِ الدّؤوب والسّعي الحثيث في دَفعِ ما مِن شأنه أنْ يَنتهِك حُرمتَهُم أو يخدِشَ كرامتَهُم أو ينتقِصَ من عِرضِهِم أو يُقلِّل من شأنِهِم.
ومن هذا المنطلق فإن التصدي لعاصفة الافتراءات الأخيرة التي تعرَّض لها الخليفة العام للطريقة القادرية الفاضلية، تقتضي التنويه به وبأسلافه الأقطاب الأجلاء الذين رفعوا راية الإسلام عالية في ربوع القارة الإفريقية.
أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لَا أَبًا لِأَبِيكُمْ
مِنَ اللَّوْمِ أَوْ سُدُّوا الْمَكَانَ الَّذِي سَدُّوا
وبناء على أن “الخبر إذا تواتر به النقلُ قبِله العقلُ” فإن الخليفة العام للطريقة القادرية الفاضلية الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بُويْ ولد الشيخ سعدبُوهْ ولد الشيخ محمد فاضل ولد مامِين العالم الجليل الزاهد، ظل متمسكا بكتاب الله وعاضًّا على السنة النبوية بالنواجذ، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ومستعدا ليوم القيامة وكان يخشى الله ويخاف بطشه ويطمع في كرمه.
سَلْ عَنْهُ وَانْطِقْ بِهِ وَانْظُرْ إِلَيْهِ تَجِدْ
مِلْءَ الْمَسَامِعِ وَالْأَفْوَاهِ وْالْمُقَلِ
وإذا كان “الرجل النبيل هو من يعطي الدنيا أكثر مما يأخذ منها” فإن هذا الشيخ كان رجلا فاضلا مهيباً كَرِيم الْخَلِيقَة شَرِيف الْمَلَكَةِ نَبِيل النَّفْسِ مَحْمُود الشَّمَائِل أَرْيَحِيّ الطِّبَاع جَزْل الْمُرُوءة شَرِيف الْمَسَاعِي.
لَا يُمْسِكُ الْفَحْشَاءَ تَحْتَ ثِيَابِهِ
حُلْوٌ شَمَائِلُهُ عَفِيفُ الْمِئْزَرِ
ومع هذه الخصال كلها كان ركنا مكينا للجميع، تأوي إليه الناس عند الشدائد والملمات، وكان يقوم بإصلاح ذات البين ويقدم الأفكار التي تخدم المجتمع وتحافظ على طهارته وأمنه الاجتماعي والأخلاقي عملا بمقاصد الشرع، لذلك اعتبره الجميع من أهم ركائز الأمة في هذا العصر مع ما حظي به من تقدير في القلوب.
لَمَّا رَمَى زُخْرُفَ الدُّنْيَا وَبَاطِلَهَا
أَلْقَتْ إِلَيْهِ الْمَعَالِي بِالْمَقَالِيدِ
نَهَلَ من مَعِينِ الجيل الأول من الحضرة السعدية الفاضلية، حيث تصدر منها مكانةَ الخليفة بلا منازع.يقول القطب الجليل الشيخ التُّرَاد بن العباس:
طَرِيقَتُنَا سَعْدِيَّةٌ فَاضِلِيَّةٌ
                                إِلَى ابْنِ عَطَاءِ اللهِ إِلَى الْجِيلِيّ
جُنَيْدِيَّةٌ كَرْخِيَّةٌ عَلَوِيَّةٌ
إِلَى خَاتِمِ الْأَنْبِيَاءِ ذِي الْجُودِوَالنَّيْلِ
 
وقد بَيَّنَ هذا القطب العارف بالله مبادئ وأصول هذه الطريقة إذْيقول:
هَاكَ أُصُولَهَا الْعِظَامَ الْأَرْبَعَهْ
مِنْهَا اجْتِنَابُ مَا الْإِلَهُ مَنَعَهْ
تَأْدِيَةُ الْفُرُوضِ كَالصَّلَاةِ
وَالْحَجِّ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاهْ
تَعْمِيرُ أَوْقَاتٍ بِطَاعَةٍ تُزِيلُ
غَفْلَةَ قَلْبِكَ عَنِ الرَّبِّ الْجَلِيلْ
حفظ عهود الشيخ في الحضور
وفي المغيب مدة الدهور
وما لنا سوى اعتقاد الاشعر
عقيدة وما سواها فاحذر20
وﻳﻘﻮﻝاﻟﻌﻼﻣﺔ الشيخ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﻗﺐ ﺑﻦ ﻣَﺎﻳَﺎبَى ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻟﻪ:
أَنْتُمْ ﺑَﻨِﻲ ﻓَﺎﺿِﻞٍ ﻻَ ﺛُﻞَّ ﻋَﺮْﺷُﻜُﻢُ
أَﻫْﻞُ ﺍﻟﻠِّﻮَﺍﺀِ ﺑُﻨَﺎﺓُ ﺍﻟْﻤَﺠْﺪِوَﺍﻟْﺤَﺴَﺐِ
ﻭهذا العالم ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺎﻇﻤﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ القطب الجليل الشيخ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌَﻴْﻨَﻴْﻦ:
ﺣَﻀَﺮْتُ ﻣَﺠْﻠِﺲَ ﺇِﻣَﺎﻡِ ﺍﻟﻨُّﺼَﺤَﺎ
ﻣَﺎﺀِ ﺍﻟْﻌُﻴُﻮﻥِ ﺑَﻌْﺪَ ﺃَﻥْ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻀُّﺤَﻰ
ﻳُﺤَﺪِّﺙُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺑِﺪِﻳﻦِ أَحْمَدَ
وَﻫْﻮَ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺟَﺎﻟِﺴًﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﺴْﺠِﺪِ
إِنَّ ﺍﻟﺘُّﻘَﻰ وَﻫْﻮَأَﻋَﺰُّ ﻣَﺎ ﺍﻛْﺘَﺴَﺐَ
ذُﻭ ﻫِﻤَّﺔٍ ﻳَﺄْﺗِﻲ ﻋَﻠَﻰ ﺧَﻤْﺲِرُﺗَﺐِ
ﺗُﻘًﻰ يُخَلِّصُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨُﻠُﻮﺩِ
وَﻫْﻮَ ﺍﺗِّﻘَﺎﺀُ ﺍﻟﺸِّﺮْﻙِ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺒُﻮﺩِ
وَﻣَﺎ ﻳَﻘِﻲ ﺍﻟﺪُّﺧُﻮﻝَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢِ
ﻫُﻮَ ﺍﺗِّﻘَﺎﺀُ ﺍﻟﺰَّﻟَﻞِ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢِ
وَﻣَﺎ ﻳُﻨْﺠِﻲ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻢِ
ﻓِﻲ ﻗَﺒْﺮِﻩِ ﻫُﻮَ ﺍﺗِّﻘَﺎﺀُ ﺍﻟﻠَّﻤَﻢِ
وَﻣَﺎ ﻳُﻨْﺠِﻲ ﻣِﻦْ ﻣَﺼَﺎﺋِﺐِ ﺍﻟﺪُّﻧَﺎ 
ﻫُﻮَ ﺍﺗِّﻘَﺎﺀُ ﺍﻟﺸُّﺒُﻬَﺎﺕِوَﺍﻟْﺨَﻨَﺎ
وَﻣَﺎ ﺑِﻪِ ﺗُﺴْﺘَﺠْﻠَﺐُ ﺍلْأَﻓْﺮَﺍحُ
ﻫُﻮَ ﺍﺗِّﻘَﺎﺀُ ﺑَﻌْﺾِ ﻣَﺎ ﻳُﺒَﺎحُ
ﻓَﻤِﻠْﺖُ ﻣُﺼْﻐِﻴًﺎ ﻟِﻤَﺎ ﺣَﻜَﺎﻩُ
وَﺻَﺎﻓَﺤَﺖْ ﻳُﺪَﻳَّﺘِﻲ ﻳَﺪَﺍﻩُ
أَﻋَﺎﺩَﻩُ ﻋَﻠَﻲَّحَتَّى ﺍﺳْﺘَﻜْﻤَﻼَ
ﺣَﺪِﻳﺜَﻪُ ﻛَﻤَﺎ ﺣَﻜَﺎﻩُأَﻭَّلَا 21
 
ﻭمن المعلوم للجميع أن ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﺿﻞ قد ورثوا ﺧﺼﺎل والدهم ﻭﺳﺮﻯ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻭﻃﻴﺐ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺷِﻴَﻤِﻪِ ﺳِﺮٌّ ﻋﻈﻴﻢ ولذلك تمت تزكيتهم من طرف أبرز العلماء والمشايخ الذين عاصروا طبقاتهم.
يقول ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎبُ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳِﻴﺪْيَا ﺣﻴﻦ سَلَّمُهُ ﺍﻟﺸﻴﺦُ ﺳَﻌْﺪُ ﺑُﻮﻩ ﻣُﺆَﻟَّﻔﺎ ﻣﻦ ﻣُﺆَﻟَّﻔﺎﺗﻪ:
إِنَّ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟﺘَّﺴْﻠِﻴﻢَ ﻳَﺎ ﻧَﺎﻇِﺮِﻳﻪِ
أَﺣْﺴَﻦَ ﺍﻟﺸَّﻴْﺦُ ﻓِﻴﻪِ ﺳَﻌْﺪُأَﺑِﻴﻪِ
ﺑَﺎنَ فِي ﻧَﺜْﺮِﻩِ ﺍﻟﺼَّﻮَﺍبُ وَأَمَّا
ﻧَﻈْﻤُﻪُ ﻓَﺎﻟْﺒَﻴَﺎنُ ﻗَﺪْ ﺑَﺎنَ ﻓِﻴﻪِ
ﺣَﺎﺳِﺪِﻳﻪِرُوَيْدَكُمْ ﻗَﺪْ ﺗَﻌِﺒْﺘُﻢْ
ﻗَﺼِّﺮُﻭﺍ ﻋَﻦْ ﻣَﺪَﺍﻩُ ﻳَﺎ ﺣَﺎﺳِﺪِﻳﻪِ
ﻣَﻦْ ﻳَﻜُﻦْ ﻣِﻦْبَنِي اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺍﻧْﺘِﺴَﺎﺑًﺎ
وَﺍﺗِّﺒَﺎﻋًﺎ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻣِﻦْ ﺑَﻨِﻴﻪِ
وَﺍﻧْﺘِﻘَﺎصٌ ﺗَﺸْﺒِﻴﻪُ ﻏَﻴْﺮِ ﺷَﺒِﻴﻪٍ
فِي ﺍﻟْﻌُﻠَﻰ ﻛُﻠِّﻬَﺎ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺷَﺒِﻴﻪِ
يَنْتَهِي ﺍﻟْﻘَﻮْﻝُدُونَ مَبْلَغِ حَبْرٍ
ﻛَﺎﻣِﻞِ ﺍﻟْﻔَﺨْﺮِفِيﺍﻟﻮَرَى ﻣُﻨْﺘَﻬِﻴﻪِ22
 
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ‏(ﺑَﺒَّﻬَﺎ) ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ في مدح ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳَﻌْﺪ ﺑُﻮﻩْ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﺿﻞ:
 
مَطْلَعُ ﺍﻟْﻐَﺮْﺏِ ﻻَحَ وَﻳْﺤَﻚَ ﻓِﻴﻪِ
ﺳَﻌْﺪُ ﺧَﻴْﺮٍ ﻣُﺬْ ﻻَحَ ﺳَﻌْﺪُأَبِيهِ
ﺳَﻌْﺪُ ﺧَﻴْﺮٍيُنْمَى إِلى ﻛُﻞِّ ﺳَﻌْﺪٍ
زَﺍﺧِﺮِ ﺍﻟْﻴَﻢِّأَﺭْﻳَﺤِﻲٍّ ﻧَﺒِﻴﻪِ
ﻧَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻧَﺎﻝَ ﻓِﻲ ﺻِﺒَﺎﻩُوَﻟَﻤَّﺎ
ﻳَﻌْﺪُ ﻋَﺸْﺮًﺍ ﻣَﻀَﺖْ ﻟَﻪُ ﻣِﻦْ ﺳِﻨِﻴﻪِ
ﻗُﻞْ ﻟِﻤَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﺇِنَّ ﻟِﻠْﻐَﻮْﺙِ ﺷَﺒَﻬًﺎ
أَوْ ﻧَﻈِﻴﺮًﺍ ﻓِﻲ ﻗُﻄْﺮِﻧَﺎ أَرِﻧِﻴﻪِ23
 
ﻭيقول ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ:
ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺑَﻨِﻲ ﺍﻟﻄَّﺎﻟِﺐِ ﺍﻟْﻤُﺨْﺘَﺎﺭِ ﺟَﺪِّﻫِﻢِ
ﺇِﻻَّ ﻛَﺮِﻳﻢٌ ﻳُﺒَﺎﺭِﻱ ﺍﻟْﻐَﻴْﺚَفِي ﺳَﺤْﺒِﻪِ
وَﻛَﻮْﻛَﺐٌ ﻳُﻬْﺘَﺪَﻯ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤُﺸْﻜِﻼَتِ بِهِ
ﻛَﺎﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻳُﻬْﺪِﻳﻚَ ﻣَﺎ ﺗَﺨْﺘَﺎرُ ﻣِﻦْ ﺷُﻬْﺒِﻪِ
ﻗَﺒِﻴﻠَﺔٌوَﺿَﻊَ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟْﻘُﺒُﻮﻝَ ﻟَﻬَﺎ
ﻓِﻲ ﺍﻟﺸَّﻌْﺐِ ﻣُﻘْﺘَﺮِﺏٍ ﻣِﻨْﻪُوَﻣُﻐْﺘَﺮِﺑِﻪِ 24
 
وبما أن هذا العطاء الزاخر قد خدم المجتمع وحافظ على طهارته وأَمْنِه الاجتماعي والأخلاقي، فإنني أﻗﺘﺮح ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ “ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ” ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍلاﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻭﺇﺫﺍ عملنا بهذا التصور ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺳﺪﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﺗُﻌَﺮِّفُه ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣُﻬِﻢٍّ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، خصوصا ﺃﻥ ﻭﺍﺿﻌﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺃﻫﻤﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗَﺴُﺪُّ ﻧﻘﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ.
ثمّ إنّ الطريقة القادرية قد عُنِيَتْ إلى أقصى حد بمقامات هذا الدين، كالتوكل والمراقبة والتوبة واليقين والشكر والصبر وغيرها وأَوْلَتْهَا العناية اللائقة بها من تفسير وتعليل وتفصيل، ولهذا كانت أعلم الطرق بعيوب النفس وأمراض القلوب ومداخل الشيطان فكم أسلم بواسطة منهجها من كافر وكم تاب على يديها من عاص وفاسق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى