أبو الغيط لصحيفة إسبانية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليس سياسة حكيمة

قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مقابلة مع صحيفة “إل باييس” الإسبانية، نُشرت اليوم الخميس، إن “قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة”، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الإسبانية لتحريك سياسات عقابية ضد إسرائيل على الساحة الدولية مع استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأجاب أبو الغيط عن سؤال بخصوص عدم قطع الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، مثل مصر، تلك العلاقات، بالقول: ” إن قطع العلاقات ليس سياسة حكيمة عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع الأطراف: تحاول مصر وقطر أيضاً (التي لا تعترف رسمياً بإسرائيل) التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، الأمر الذي يتطلب التواصل مع كلا الجانبين، بما في ذلك إسرائيل”. وأضاف: “بدون علاقات دبلوماسية وتواصل، سيكون من المستحيل الحصول على أي شيء من إسرائيل. العلاقات بين مصر وتلك الدولة شكلية فحسب، ولكنها باردة جداً. وينطبق الشيء نفسه على الأردن وبقية الدول العربية (التي تعترف بإسرائيل). لا يمكن لمصر استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور لأنه لا يوجد سفير لها” حيث رفضت الحكومة المصرية تعيين سفير جديد في تل أبيب عام 2024. وأكد أبو الغيط، الدبلوماسي المشارك في مفاوضات اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 والتي جعلت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل، أنه لا توجد أي علاقات تجارية أو ثقافية تقريباً، مشيراً إلى أن المكتب الثقافي الإسرائيلي في مصر مغلق، وأضاف: “لا حياة في تلك العلاقة، وهو أمر طبيعي لأن الشعب المصري متأثر (بغزة) أكثر من أي وقت مضى”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، واسعة الانتشار، إلى أن العديد من المثقفين العرب يتحدثون عن التناقض بين إدانة إسرائيل من قبل حكومات بلدانهم والفتور الذي يُنتقدون به لعدم اتخاذهم إجراءات ملموسة، قائلة إن خمس دول فقط من أصل 22 دولة في جامعة الدول العربية، وهي: مصر والأردن والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين، تحافظ على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؛ ولم تقطع أي منها علاقاتها بسبب غزة. وبحسب الصحيفة يبرر الأمين العام لجامعة الدول العربية ذلك بالقول إنه من الضروري التحدث مع الإسرائيليين لتحقيق السلام.

وفي إجابته عن سؤال فيما اذا كان خوف الدول العربية من حرب جديدة مع إسرائيل أكثر أهمية من دعم الأغلبية للفلسطينيين بين شعوبها؟ قال أبو الغيط: “نحن الدول العربية لا نريد الحرب. نطمح إلى حل سلمي لهذا الوضع. اقترحنا نحن العرب خطة سلام في عام 2002 في قمة جامعة الدول العربية في بيروت. اقترحت الخطة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة مقابل إقامة جميع الدول العربية علاقات دبلوماسية مع ذلك البلد. رفضت إسرائيل الخطة لأن هدفها ثابت: طرد الفلسطينيين من أراضيهم والاستيلاء على كامل فلسطين التاريخية. نشهد تاريخًا مأساويًا من استخدام القوة ضد شعب أعزل”.

عن العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى