كريس هيدجز:غزة “تفضح الأكذوبة الكبرى التي تزعم أن البشرية تتقدم أخلاقيًا”
وصف الصحفي الأميركي الحائز على جائزة “بوليتزر”، كريس هيدجز، ما يحدث في قطاع غزة بأنه “إبادة جماعية”، معتبرًا أن المأساة الحالية تمثل استمرارًا لمنظومة استعمارية قديمة أعادت إنتاج نفسها باستخدام أدوات حديثة.
وانتقد هيدجز، بشدة، في تدوينة له أعادت نشرها حساب/إيكو ريبورت/ واسع الانتشار على منصة “انستغرام” اليوم الاثنين، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن غزة “تفضح الأكذوبة الكبرى التي تزعم أن البشرية تتقدم أخلاقيًا”، مضيفًا: “الوحشية لم تختف، بل ارتدت ثوبًا تكنولوجيًا”.
وأشار هيدجز، الذي عمل مراسلًا حربيًا لسنوات في صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن شاحنات المساعدات الإنسانية لا تزال متوقفة على بُعد أميال من القطاع، بينما يواجه السكان “القتل اليومي بالرصاص والقنابل، إضافة إلى تفشي الأوبئة والمجاعة”. ولفت إلى أن “واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه خطر الموت جوعًا”، بسبب الحصار المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر.
وفي انتقاد مباشر لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال هيدجز: “نتنياهو أعلن أن لا شيء سيوقف الهجوم حتى لو أُفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين، بل قال صراحة إن الهدف هو تدمير منازل الفلسطينيين حتى لا يجدوا ما يعودون إليه”، ناقلًا عن تسريبات من اجتماع مغلق قوله إن “المشكلة الوحيدة هي في إيجاد دول تستقبل الغزيين بعد تهجيرهم”.
ووصف هيدجز الحدود بين غزة ومصر بأنها “الخط الفاصل بين الجنوب العالمي والشمال العالمي”، مضيفًا أن ما يجري في القطاع يعيد البشرية إلى “أزمنة ما قبل القانون والرحمة”، في مشهد يُشبه بـ”كابوس هوبزي” (نسبة إلى الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز).
ورأى الكاتب أن “الإبادة الجماعية باتت العملة المشتركة للهيمنة الغربية”، مستشهدًا بتاريخ من المجازر الاستعمارية في الأميركيتين وأفريقيا، ومقتبسًا تحذير المفكر الفرنسي لويس أوغست بلانكي الذي قال: “إما أن تسير البشرية نحو المساواة، أو تعود إلى العبودية”.
وفي فقرة بالغة القسوة، كتب هيدجز أن “حملات القتل الجماعي تطلق العنان للصفات المتوحشة لدى البشر”، مشددًا على أن ما يجري في غزة “ليس مجرد نظرية، بل واقع شاهده بنفسه خلال تغطيته لعدد من الحروب حول العالم”.
واختتم الصحفي الأميركي مقاله بالتحذير من “عالم جديد تحكمه لغة العنف والإبادة”، داعيًا إلى مقاومة جماعية باعتبارها “الخيار الوحيد المتبقي لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا”.
