ما بعد عام ( ين) إلا الأكل
خاص للإخباري نت - عبدو سيدي محمد
![](https://alikhbari.net/wp-content/uploads/2021/08/IMG_20210818_182440-517x470.jpg)
لست من الموالاة و لا من المعارضة و لا أهتم بتقييم (الإنجازات ) حسب المصالح و المنفعة و مسافة القرب من (السلطة) لذا أي مقال أو تحليل هو رأي و تعليل حيادي حسب المتوفر من المعلومات التي غالبا ما توصف ب ( الشحيحة) كما و نوعا فيما يتعلق بالقدرة الشرائية للمواطن و ظروف المعيشية(الشحيحة) أيضا.
مر عامان و نيف على حكم الرئيس الجنرال صديق الجنرال محمد ولد الغزواني دون تسجيل أي مؤشرات كبرى أو نقاط تضاف إلى رصيده الشعبي و العملي. صحيح أن الوباء العالمي(كورونا) لعب دورا محوريا في شل حركة الإنتقال و دوران عجلة الإقتصاد لكنه أيضا وفر صناديق ( صرف) تحت الطلب بمليارات من الأوقية كما تدفقت العطايا و الهدايا و نشطت سياسة (مد اليد) و التسول لمحو الديون الخارجية (رغم أرتفاع معدل الإقتراض دون مبرر وجيه ) و طلب المساعدات حيث تحولت الكمامات المجانية إلى تجارة رابحة عند ملتقى الطرق و أمام أبواب المؤسسات الإدارية و المصرفية و الخدمية. مر عامان و صمت مطبق للمعارضة أو ( المعاردة) حسب لغة أهل (السابق) و أداء (محتشم) و هزيل بدءا من حكومة ( أولاد الصالحين) إلى حكومة ( التعويضات و التأثيث). و حتى ننصف الرجل هناك إيجابيات تحسب لحكمه منها فضح الطبقة السياسية و إظهار نفاقها للعلن دون رتوش يتساوى في ذلك الأغلبية الداعمة لخرق الدستور من أجل مأمورية ثالثة و التي أغلبها متورط في ملفات فساد و المعارضة ( الشكلية ) التي اثبتت الأيام أنها معارضة (شخصية) لا تمثل نبض الشارع و لا آهات المواطن لقد صرخوا (زعماء) المعارضة زمن الشدة و ناموا زمن (الرخاء). سقطت الرموز كما سقط قانونها و تلاشت روح القيم و المبادئ و تآكلت قيادات و أنصهرت في موالاة أكثر من (الأتحاد) و أغلبية (مليونية) بلا أصفار . تكتشفت الوجوه البشعة ل( الساسة) و ميولهم(الشاذ) لمناصرة أي حاكم و تحت أي مسمى و في أي ظروف. سقطت الأقنعة و ساد ( الهدوء) الذي يسبق العاصفة.
مر عامان نجح التجار في فرض أجندة أرتفاع الأسعار على الحكومة رغم أنفها رغم (المفاوضات) الهزلية و صور السلفي مع أكوام البطاطا و البصل (المستوردة). لقد نجحت الحكومة في ألتقاط صور ( نوعية) و هي إنجازات في حد ذاتها و لم يبقى وزير و لا وزيرة آلا أخذ صور مع بطيخة أو حنفية أو معزة أو حفرة أو حقنة أو برج أو تحت عريش أو عمرة أو إصلاح صنبور أو جنازة أو …. أو ….. و القائمة تطول. كما نجحت الحكومة في تمرير قانون تعويضات مجزية لكن في المقابل هل ارتفع سعر صرف الأوقية؟ هل تعافى الإقتصاد ؟ هل أنعكست القروض و الميزانيات الفلكية على حياة المواطن؟ طبعا هذه أسئلة خارج نطاق الموضوع فبالنسبة للحكومة و كل من يدور في فلكها فالخير وفير و لا صحة لأي ارتفاع للأسعار( الناطق الرسمي) و الذي خارج جاذبية فلكها لا أحد يستمع لصوته (المبحوح ) و لا يرى صورته في ظلام العاصمة و لا عطشه بالأمس القريب وصل ثمن برميل الماء إلى الف أوقية قديمة و كيلو الدجاج المستورد ألفين أوقية قديمة و لحم الغنم ألفين و ثمان مية أوقية قديمة لكن هذا لا يهم السادة الوزراء و لا يغير من برنامج عطلتهم المعوضة من خزينة (الشعب) التي شهدت هي الأخرى إنجازا عظيما.
مر عامان و بطل من ورق وراء القضبان دون أن تهتز موريتانيا و دون مظاهرات شعبية من أنصار (المؤسس) أو حزب الخدمات لكن أيضا حرية مطلقة لرموز النظام السابق للحركة و التنقل ( رغم الحظر ) بين الوظائف السامية و المناصب و الأمتيازات رغم تهم ( الفساد) التي تلاحقهم و الملفات الخطيرة المشمولين فيها.
مر عامان و الرئيس بلا مستشار(صادق) و لا حكومة(وطنية) . مر عامان و فخامته يعطي الأولوية للإعلام الفرانكفوني الخارجي و يدشن ساحة جرداء لا ماء و لا مرعى و يجلس في زيارة رسمية في مقعد (غير لائق) على منصة بروتوكول رئاسي. مر عامان دون شراء أجهزة طبية أو تحسين خدمات المستشفيات. مر عامان و الإعلام الرسمي عاجز عن نقل صور معاناة العطش و الجفاف و الجوع أو إسماع صوت المواطن المقهور بين جشع التجار و سماسرة (الخدمات). مر عامان و الطرق متهالكة و ضحاياه بشكل يومي و لم تبذل الحكومة اي جهد لصيانة أو إصلاح او تعبيد الطرق رغم رصد المليارات لجسور وهمية و مشاريع ترصيف.
مر عامان و لا تزال العاصمة تعيش تحت رحمة الظلام و العطش و القمامة و الضرائب و جهنم الأسعار.
خلاصة القول يقول المثل الشعبي الشهير (ما بعد عام إلا الأكل) فهل يمكن إسقاط المثل ما بعد عامين إلا الآكلين (جمع آكل على وزن فاعل)