اليوم “دين ابراهيم” وغدا “كتاب ابراهيم”
محمد ولد الراظي
لكل دين سماوي كتاب بوحي ملهم أو وحي منطوق يبين الرسالة ويحدد العلاقة بين العبد وأخيه وبينه وربه ويحدد معالم الطريق إلي الجنة….فكانت التوراة لموسى وأسفارها الخمسة وكان الزبور ومزاميره لداوود والإنجيل لعيسي بأصاحيحه وأسانيده وأخيرا وآخرا القرآن الكريم لمحمد صلي الله عليه وسلم.
أما أب الأنبياء ابراهيم فما كان يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما إلي أن جاء رسل وأنبياء السياسة والمال في القرن الواحد و العشرين فبشروا له بدين جديد جامعا لديانات ثلاثة كان اللاحق منها ناسخا لسابقه وكان الإسلام آخرها وخاتمها.
إذا لم يقف المسلمون بحزم وقوة في وجه هذا الدين الجديد الذي بشر به ساسة مأزومون ودعا له الكثير من العلماء المأجوين وأسموه دين ابراهيم وسكت عنه الكثير من أهل الدراية في العقيدة والدين لأسباب عصية علي الفهم والتخمين فلا يتفاجأن أحد غدا إن بدأ مشروع تجميع كتاب جديد للدين الجديد……. لأن أي دين لا بد له من كتاب…..
هذا الكتاب سيسمونه كتاب ابراهيم وسيكون خليطا من القرآن الكريم وأسفار التوراة و أناجيل كنائس المسيحية……ولأن الديانات السماوية تتفق في الكثير من أساسيات العقيدة وتختلف عادة فيما كان مرتبطا بالإنسان والزمان فسيتم تجميع المشتركات بين الديانات الثلاثة في فصول و أبواب لكل منها موضوع وعنوان يشمل بعض سور القرآن الكريم وبعض أسفار التوراة وبعض “أصاحيح” الأناجيل…أما المواضيع الخلافية فمن المحتمل أن يتم إبعادها من نص الكتاب الإبراهيمي وإلا ستكون ملحقات ثانوية في آخر الكتاب…….وسيقولون إن هذه الملحقات غير ملزمة إلا لأصحابها وسيقبل الجميع بذلك بادئ الأمر وفي النهاية ستكون الملحقات اليهودية والمسيحية مقدسة بنفس درجة المتن المشترك لأنهم أهل الغلبة والآخرون تبع…..
هذه هي أكبر وأخطر هجمة يتعرض لها الإسلام والمسلمون منذ تنزل الوحي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم…..ففيقوا أيها المسلمون واصحوا من غفوتكم قبل فوات الأوان…..
إنه جهد من أهل الأرض لتطويع السماء فإنا لله وإنا إليه راجعون