هوس العودة L’obsession du retour (ح1)

تأليف:آمادو دمبا با

تقديم:عبد الله مامادو با

ترجمة:أبو معتز

الإهداء

إلى والدي ،العامل نهارا ،الحارس ليلا،الذي صانت شجاعته شرف الأسرة ،بعد جفاف السبعينات الذي أباد قطيعنا.

ومن خلاله إلى كل رجال ذلك العقد الشجعان.

إلى أمي،التي مكنتني أيام غسيلها الطويلة،من مواصلة دراستي خلال تلك السنين العجاف.

ومن خلالها إلى كل الأمهات الشجاعات،حارسات الموطن المهجور.

إلى زوجتي طالبة، الإعدادية،التي أنقطعت عن الدراسة نهائيا خلال إبعاد أسرتينا 1989.

ومن خلالها إلى تلاميذ وطلاب تلك الفترة ،الذين حطمت الأحداث مسارهم الدراسي.

إلى كل أصدقائي،وخاصة أصدقاء الشباب الذين رعوني في إطارالعلاقة بين ألاك ومجموعتنا،خلال سنوات دراستي،رغم الأحداث القاسية ،التي عانيا منها جميعا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

أخيرا إلى كل ألائك الذين شجعوني لمواصلة هذا العمل.

…………………

المقدمة

عندما حظيت بتصفح مخطوط “هوس العودة”،لأخي الأكبر وصديقي،با آمادو دمبا(أنيريه بالنسبة للحميميين)،وجدتني فجأة أسبح في سنوات طفولتي وشبابي.كانت تمر أمامي ناصعة من خلال الفقرات.

انبثقت سنوات ألاك الجميلة من ذاكرتي.ذكريات عامة حول الترحال من مال إلى وكورال والسباحة تحت بلاط تاشمدي أو حوض أكريع مونا،وجني الثمار الفصلية في لكديات (كاندجل)،أردو بانو تحت ظل أشجار السدر في باديلي،أو ذكريات المسيرات الليلية طائشة على طرق العوجة في اتجاه توفندي ديابي (انكنتان).شريط طفولة يمر.

كان ذلك منذ ثلاثين سنة تقريبا.

في هذا العمل،الذي يعتبر أول محاولة أدبية للمهندس الزراعي،رُسم جزءٌ كبير من الحياة الحميمية لجموعة وطنية شبه مجهولة ومستنقصة وغالبا مستهجنة:المنمون الفلان.

المغامرات المروية خلال هذا العمل هي في الحقيقة ملخص الحياة اليومية لأطفال هذه المجموعة التي واجهت غرماء متعددين،سواء في الطبيعة أو السياسة.

بعد اتسنامي الجفاف في السبعينيات،جاءت التطهيرات العرقية والسلب و الإبعاد ثم محاولات الإبادة خلال السنوات 80-90!؟

وفي كل مرة كان على الفلان أن يبدءوا من جديد.

بانحناءات ريشته ،يعود آمادو إلى سنوات دراستنا ،التي قضينا في ظروف اجتماعية بدائية،يعود بالذاكرة إليها دون أن يسترسل ،عدونا الطويل لمحاربة البرد عندما نغادر كورال(خمس كلمترات جنوب ألاك) الساعة الخامسة فجرا للذهاب إلى المدرسة 1 في ألاك،والعودة مساء ببطون فارغة جاحظى الأعين ومرهقين.

يعود إلى دراستنا الثانوية والجامعية التي قضينا في حرمان ،المنهكة بالعمل والإيمان.

هو في المغرب متعرضا لنظرات الإزدراء،ونحن في موريتانيا نواجه محنة المدن الكبرى وضغط التوتر العرقي المدبر من طرف إيديولوجيين بلا إلهام ولا برامج للوطن.

أصبحت التفرقة نهجا للحكم وتوجها وطنيا….(يتواصل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى