حديث مادريد وحوالة صامبن أسمان

لكي نعرف البعد الحقيقي ، لحديث رئيس الجمهورية،امام بعض أعضاء جاليتنا في مادريد،يكفي أن نقرأ رواية الحوالة(Le mandat) للكاتب السنغالي العصامي ،صامبن اسمان.
ولكي تكون للقارئ فكرة،عن هذه الرواية التي تحولت إلى فلم،هذا مختصر لهذه الرواية:

“في أحد الأيام ، جاء ساعي البريد إلى إبراهيما دينغ،المواطن الستغالي الفقير، حاملا رسالة من ابن أخيه ، الذي يشتغل كناسا للشوارع في باريس.
بعد إستلام إبراهيما الرسالة،وجد فيها حوالة بريدية بقيمة خمسة وعشرين ألف فرنك غرب أفريقي.

ورغم أن نصيب إبراهيما ، العاطل عن العمل والذي لديه أربع زوجات وأطفال ، مجرد 2000 فرنك ، والباقي عليه أن يسلمه لأخته،إلا ان انتشار الخبر في الحي،جعل الجيران يغيرون سلوكهم انتجاه إبراهيما.

تا جر الحي الموريتاني،امبارك،اصبح يغدق على إبراهيما بالقروض،وامتلأ البيت بالطعام والحاجيات،وكل يعرض خدماته،وعاش إبراهيما فترة من السعادة والفرح ورغبة الجيران في رؤيته…إلخ.

فقط عندما ذهب لإستلام الأموال من مكتب البريد ، طلب منه تقديم بطاقة تعريفه التي ليست لديه. وبدأ ملحمة إجراءات الحصول على بطاقة التعريف،من إدارة فاسدة وعبثية ..”
في حالتنا،بخلاف إبراهيما،كنا ننتظر استلام عدة حوالات،كنا ننتظر حاولة الغاز وحوالة البترول وحوالة الترول وحوالة اليورانيوم.
وكانت مؤسسات القرض والشركاء يتسابقون لإقراضنا وتقديم المساعدات والدعم لنا،في انتظار استلام حوالاتنا،حتى اصبحنا نشعر بالسعادة وكل يوم ننتظر أن تتغرر وضعيتنا،قبل أن يباغتنا حديث الرئيس في مادريد،كما باغت مكتب البريد إبراهيما بطلب بطاقة تعريفه…

أبو معتز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى