عزيز وحزبه وجرابه
(عندما أسلم الحكمَ،سأتابع كل ما يجري، وعند أي اختلال سأكتب وأصيح وأتكلم وأقوم بأي شيء، لا يعني هذا أنني سوف أمسك بالرئيس وأجبره على أمر معين…لن أكون رئيسا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية…ولن أكون وزيرا أول..)).
دعونا نفكك هذا الكلام الصادر عن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فى آخر مؤتمر صحفي له ،مساء الخميس 20 يونيو 2019 :
1- سأتابع كل ما يجري: عبر أجهزة التنصت التي زرعتُها فى الرئاسة،وعبر الوزراء و المستشارين والمكلفين بالمهام ومجموعة من الهمازين المشائين بنميم. ( شاع فى عهد عزيز أن الوزير يسجل كلام زميله!).
2- وعند أي اختلال: مثل استقبال الرئيس المنتخب للمعارضة واستماعه إليها، وعدم تأكيده على (استمرار النهج)، وابتعاده عن تثمين (عشرية الانجازات).
3- سأكتب: فى صفحات معلومة اللغة والأسلوب والأسماء المُعارَة والمستعارة.
4- وأصيح: فى رسائل واتساب وفيديوهات فيسبوك.
5- وأقوم بأي شيء: كتحريك كتيبة (بازب).
6- لا يعني هذا أنني سأمسك بالرئيس: لديَّ من يقوم بذلك، ومن يجد طاهيًا لا تحترق يداه.
7- لن أكون رئيسا لحزب الاتحاد: لديَّ من يقوم بذلك، وإن لم يعجبني انقلبتُ عليه وأتيتُ بغيره.
8- لن أكون وزيرا أول: الوزير الأول ليس لديه (بازب) ولا (حزب الاتحاد).
هكذا كانت خارطة طريق محمد ولد عبد العزيز للخروج من الباب والدخول من النافذة،بعدما أوهمه المُوهِمون أنه مفكر ومؤسس وفريدُ عصره وزمانه.
لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن المؤسس والقائد ،وهو اليوم يعاند ويكابد للتعلق بما يعصمه من الماء.
منْ يدري! قد يكون لدي محمد ولد عبد العزيز (سند عقاري–Titre Foncier ) لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ينام بين آلاف السندات والأملاك التي تنوء مفاتحها بالعصبة أولي القوة!
يقول بعض من جالسوه إن عزيز- وهو أعدلُ من عمر بن الخطاب وأوفى من السموأل- قد حزَّ فى نفسه ما يسميه (ظلم و خيانة تابعيه السابقين، وأولهم الرئيس غزواني).
كان عزيز يُمني نفسه بالحكم من وراء ستار أغلبية سياسية (حزب الاتحاد) و قوة عسكرية (بازب) فى انتظار أول سانحة لإزاحة الستار والظهور بمظهر المنقذ والبطل المغوار.
يبدو أن ركن الأغلبية السياسية قد هوى، فلجنة تسيير الحزب لم تعد تُقر بالمؤسس، ولربما أعادت التأسيس على دعامات غير عزيزية،أما رُكن (بازب) فقد استبان الرئيس الغزواني النصح فيه قبل ضحى يوم الاستقلال فكان ما كان.
إن سُدَّ على عزيز بابُ حزب الاتحاد كذراع سياسية لأطماعه، فإن لديه من أموالنا فى الداخل والخارج ما يكفي لتأجير خدمات مرتزقة أو شركات أمنية خاصة تزرع البلبلة وتشيع عدم الاستقرار.
ومن لديه علاقات فى (جنوب إفريقيا ومملكة سواتيني) و فى (دارفور وشريط أوزو) وصِلاتٌ مع أطراف فى (كوريا الشمالية) قد تسول له نفسه المغامَرة متى تأكد أنه بات فى خطر.
ألا ترون أنه كلما تقدَّم الحديث عن لجنة التحقيق البرلمانية فى عشرية النهب والفساد عاد بنا عزيز إلى مثلث: أكتب- أصيح- أقوم بأي شيء!!!