التداوي الذاتي ومخاطره على الفرد والمجتمع

لا ينكر أي منا ما للعلوم من أهمية تنعكس إيجابا على حياة الفرد والمجتمع وخاصة العلوم الصحيه فقد شكلت نقلة نوعية أثرت في حياة المجتمعات البشرية وحتى الحيوانية والبيئية وجنبتهم وخيم آثار الكوارث والأوبئة عن طريق رسم السياسات واعداد الاستراتيجات وتوفير الأدوات والوسائل والتي من أكثرها تخصصا وأهمية المداواة.
والتي هي مفهوم يقصد به الوصول إلى الشفاء عن طريق استعمال الأدوية والعقاقير سواءً كانت صناعية أو طبيعية.
وهذا ما يتطلب احترام جرعاتها اليومية وتجريعها ومعرفة آثارها الجانبية ومختلف تأثيراتها الدوائية وحتى الترياق المضاد لها إن وجد والتصرف المناسب في حال ظهور اي عرض أو علامة غير مرغوبة.
وهذا ما يتطلب تكوينا جادا يجب أن يختم بشهادة أهلية المداوي وامتلاكه الكفاءات والسلوك المُمكنين من اتخاذ قرار الوصف الدوائي والتصرف الآمن عند اقتضاء الحاجة.
وانطلاقاً من القاعدة الأساسية في علم المداواة والتي تقول: “لكل مادة فعالة آثار جانبيه” و القاعدة التي تقول “يمكن للمادة الدوائية أن تمتلك أكثر من خاصية دوائية”.
وانطلاقاً من كون الحرائك الدوائية (الامتصاص والاستقلاب والتحرر والتوزع والاطراح) تؤثر حتما على أعضاء جسم الإنسان.
وبناء على القاعدة التي تنص على أن “كل دواء بالجرعات غير المدروسة تعتبر سماّ”
فإن الاستخدام العشوائي للأدوية من طرف أي شخص غير مؤهل تحمل أضرار قد تكون آنية وقد تكون متأخرة الظهور وقد تكون عرضية أو دائمة كما أنها قد تؤدي للوفاة وبالتالي فضرها أكبر من نفعها حتى وإن ابدت فاعلية قد تخفي عرضا داعما للتشخيص أو تُغير قيم فحص أساسي أو تحدث مقاومة لعامل ممرض ما…
وبالتالي فالتداوي الذاتي خطر على الفرد والمجتمع فما يمكن لمريض ما أن يتداوى به من آفة صحية ما ليس بالضرورة مناسبا لمريض آخر والأمثلة كثيرة في هذا الباب والعلة فيها ليس توافق التشخيص أو الأعراض بل اختلاف الحالة الصحية والوظيفة من فرد لآخر.
وفي الخلاصة نؤكد على
1- الفني الصحي المؤهل هو الوحيد دون غيره الذي يصف الدواء نظرا لمعرفته بخواصه وبفعاليته وآثاره الجانبية ومخاطره.
2- ما وصف لمريض بغرض شفائه من علة قد يكون سما قاتلا لآخر لديه نفس التشخيص والاعراض والعلامات.

*ممرض دولة سيدي أبو المعالي عضو المكتب التنفيذي للجمعية الموريتانية للتمريض*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى