هل يجب أن نلتزم الصمت فقط لأننا بيضان؟
اعل ولد اصنيبه
منذ ظهور الشبكات الاجتماعية، نواجه باستمرار كمًّا وفيرًا من الشتم مناهضًا للبيضان، مليئًا بالكراهية والعنصرية، لأن الفئويين من الفلان والتكرور يعتقدون أنهم أحرار ـ بسبب زنجيتهم ـ في إهانتنا، والدفع الى كراهيتنا وجرِّنا الى مستنقع على المستوي الدولي. وهم يفعلون ذلك بإصرار، معتقدين أن إرهابهم الفكري سيسكتنا جميعًا.
أولا: كان ForumDiaopra، ثم FLAMNET، ثم تضاعفت المواقع المتخصصة في الدعاية المناهضة للبيضان بطرق مدهشة.
بكل صدق، هذا ليس مفاجئًا. أينما تمر الفئوية الفُلّانية التكرورية، يموت السلم الأهلي. اسألوا الغينين والسنغاليين والماليين، ستحصلون على إجابة مرضية مذهلة.
وقد أدت النزعة العرقية للفلان والتكرور إلى أزمات كبرى بعد الاستقلال في جميع بلدان منطقتنا وموريتانيا واحدة منهم وحتى أنهم يعتبرونها الحلقة الأضعف في السلسلة. هذا هو السبب في أن الأزمة العرقية التي تسبب فيها فئويوا هذه القومية لا تزال تعطل سعيها لتحقيق سلام دائم.
باختصار، أي عربي موريتاني لا يقبل مطأطأ الرأس، بالأفكار الانفصالية والفئوية والعرقية التي يروج لها هؤلاء، يُوصف على الفور بالعنصري. عروبته يجب أن تسلبه حقه في الكلام. يا عجبا!
ويجب عليه ألا يدعي بأي حال من الأحوال أن الموجة الأخيرة من الهجرة التي شهدتها بلادنا جاءت من السنغال وبلدان غرب أفريقيا.
كما أنه ليس عليه ان يذكر بأن صيدو كان وحميدو بابا كان كانا مواطنين سنغاليين قبل ان يصبحا موريتانيين. فالأول أسس FLAM، بينما كان الأخير رئيس ائتلاف العيش المشترك ومرشحه للانتخابات الرئاسية.
بعد وفاتهم، حصل كلاهما على وسام فارس الاستحقاق الوطني!
أخيرًا، لا يتعين على البيضاني أن يقول إن ملحمة سامبا قيلاديو جزء من التراث السنغالي اللامادي، كما يتضح من المعطيات التاريخية والبحوث الأكاديمية والثقافة الشعبية لهذا البلد.
إنكار هذا الواقع يعني القول إن فرنسا أخطأت في تسليم سيف الحاج عمر تال للسلطات السنغالية، بينما كان ينبغي أن تعطيه للرئيس الموريتاني.
لا، الحاج عمر تال، سليمان بال وعبد القادر كان ليسوا موريتانيين. لسبب بسيط، الضفة اليسرى لنهر السنغال سنغالية.
بعد قولي هذا، «أود أن أتفق مع الفئويين الإثينيين في بلدي، لكن أخبروني على ماذا؟
على رفضهم للغة العربية كل يوم هنا على الفيسبوك وفي البرلمان؟
على الترجمة الدائمة في الحياة الوطنية؟
بشأن تقاسم الوظائف والثروة على أساس إثني- عرقي؟
على المساواة العرقية بدلاً عن المساواة على أساس المواطنة؟
حول إضفاء الطابع المؤسسي على الفئوية العرقية؟
في شائعات وسائل الإعلام الدولية أن بلادي عنصرية واستعبادية وقاتلة لمواطنيها الزنوج؟
بشأن المسؤولية الجماعية للبيضان في جميع أزماتنا الوطنية؟
على التأكيد على أن الزنجي الموريتاني مضطهد وأن شقيقه البيضاني هو ظالمه؟
على الزعم بأن المجتمعات السوداء في موريتانيا هي نماذج الفضيلة وأن المجتمع العربي هو تجسيد للرذيلة؟
على الزعم بأن السود موريتانيون أصليون وأن العرب أجانب؟
على أن القومية الإفريقية هي هبة من السماء وأن القومية العربية هي الفاشية بعينها؟
على استقلال الضفة.؟
اعل ولد اصنيبه
07/12/2024