إنهم يكتبون عن رحيل ولد أبريد الليل(11)
زينب الهادي
*ألا فاعذروا اللسن الحداد فصمتها*
*في فقد الكريم ابن الكريم حدادها
قد اخرستني صدمة رحيل الرفيق القائد و المفكر و الإنسان العظيم محمد يحظيه ابريد الليل في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إليه وقت اشتد فيه تلاطم الأمواج و الريح عاتية و سفينة القوم خرقاء خرقاء و كانت وراءهم يأجوج و مأجوج تأتي على الأخضر و اليابس و لا تبقي و لا تذر و ربان السفينة بل كل أفراد طاقمها ميؤوس منهم و ما من طوق للنجاة لولا ا فاكره و مواقفه “كيد من خلال الموج مدت لغريق”.
و فجأة و بدون سابق إنذار نعاه الناعون و ما علموا أنه :
*ما كان قيس هلكه هلك واحد*
*و لكنه بنيان قوم تهدما*
لا يختلف اثنان على أنك كنت نوح سفينة موريتانيا و أنك كنت تنتشلها بحكمتك و رزانتك و وعيك و قدرتك على استشراف الآفاق و توفيقك و وضوح رؤيتك و حسك الثوري و *مبدئيتك* و صبرك و تحملك ووو …كلما ادلهمت الخطوب
لقد شهد القاصي و الداني و العدو قبل الصديق و الرفيق بالدور الكبير و البناء و التضحيات الجسام التي قدمتها للوطن و للأمة و جاءت شهاداتهم جميعا ليست شكرا للميت و لا هي تلفيق لتحسين صورته لقد كانت وقائعها مثبتة بالتاريخ و بالشهود العيان و كانت في مجملها تعبر عن صدق العواطف و حرارة و عمق المشاعر النبيلة و سجلا رائعا لتخليد مواقف العظماء الأفذاذ و تشكل نبضا جديدا يوحي بأن هناك ميلادا جديدا ، و بان رحلة الخلود لا تتوقف و ان :
للعظماء في الآفاق شأن
يخلده على الزمن البقاء
و أن التآم جمع الرفاق من مختلف اوكارهم ينبئ ببزوغ فجر جديد و ان الأعناق ستظل مشرئبة تتطلع إلى إطلالتك في تجلياتك الخالدة في ثوبها الجديد .
و ختاما اسال الله الذي جل في علاه أن يتغمدك بنعيم جناته و يفسح لك في قبرك و يملأه عليك خضرا و نورا و روحا و ريحانا و يتقبلك في الصالحين و يدخلك فراديس الجنان.