حزب الإصلاح خلفيات وآفاق
باباه ولد التراد
اختتمت اليوم بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط أعمال المؤتمر الأول لحزب الإصلاح المنظم تحت شعار “الشعب أولا”.
وخلال هذا المؤتمر أعلن حزب الإصلاح عن تشكلة سياسية كبرى تعد صفوة وطنية وقومية من جميع أبناء مكونات شعبنا عكست حرص هذا الحزب على الوحدة الوطنية وتقوية النسيج الاجتماعي والمحافظة على الهوية العربية الإسلامية ، خصوصا أن هذه القيادات المخضرمة المبدئية قد خرجت من رحم تلك الأحزاب والحركات التقليدية التي رأينا مدى تفانيها في خدمة شعبنا وقضاياه المصيرية رافعة شعارها الأزلي: “قضت الرجولة أن نمد أجسامنا جسورا فقل لرفاقي هيا اعبروا “.
وبما أن حزب الإ صلاح قد اختار لقيادته كوكبة من المناضلين الذين لم يغادروا الميدان منذو عقود خدمة للوطن والمبادئ فإنه بإمكان هذا الحزب الحديث أن يظل كذلك هو الآخر في خدمة الوطن والشعب ،ويحافظ على الوحدة الوطنية ، ويسعى لتنمية المشتركات والتقارب بين جميع الفرقاء السياسين .
حيث تشكل الأحزاب أحد أنماط العمل السياسي الجماعي في صورته الحديثة ، وتعد من أهم أدوات التنشئة والتنمية والمشاركة السياسية بشكل عام ،لذلك يعرف الحزب السياسي على أنه “مجموعة منظمة من الأفراد يمتلكون أهدافا وآراء سياسية متشابهة بشكل عام، ويهدفون إلى التأثير على السياسات العامة
من خلال العمل على تحقيق الفوز لمرشحيهم بالمناصب التمثيلية”.
ومن ثم توفير قنوات للمشاركة الشعبية والصعود بها إلى درجة من الرقي والتنظيم الفاعل ، لتحريك وتفعيل الجماهير للمشاركة في القرارالسياسي ، وتحويل آرائهم إلى خيارات سياسية واقعية .
وبذلك تتحقيق الوظائف العامة المنوطة بالأحزاب ، وهي التعبئة ، والتنمية ، والاندماج القومي، ودعم الشرعية ، والتجنيد السياسي ، وعلى هذا النسق ستتجه الأحزاب السياسية إلى التجذر بعمق إذ يمكنها الربط بين الحكومة وعناصر المجتمع المدني في مجتمع حر وعادل.
وهذا يؤدي الى الارتقاء بالأحزاب السياسية للمستوى المؤسسي ويخلق”حكومة ظل” تتابع أداء الحكومة ومن ثم إعداد البرامج البديلة التي تحقق مصالح المجتمع وهذا لايمكن الحصول عليه دون إعداد الكادر اللازم لإنجازالمهام ، وتولى الكفاءات السياسية والثقافية زمام القيادة.
لأن العمل السياسي في حد ذاته هو احتراف ، ويحتاج إلى المثابرة والتضلع من التربية الحزبية بوصفها من المحددات الحديثة التي تسهم بشكل كبير في تنشئة الأفراد وتدخل في حياة الأحزاب والتنظيمات ، حيث عرفها البعض بأنها : ” تلك العملية التي يقصد بها غرس أفكار وقيم ومعتقدات واتجاهات تعكس الأسس الفكرية والفلسفية والأيديولوجية للحزب لدى الأفراد في المجتمع”.
وهنا من المؤكد أن رئيس حزب الإصلاح ورفاقه في القيادة السياسة لهذا الحزب الجديد سيستغلون خلفياتهم النضالية لبناء صرح سياسي مؤسسي ينهل من تجاربهم السابقة التي تضاهي في عمقها وثرائها مدارس الإعداد الحزبي في العديد من الدول التي بالغت في الخصوصيات والذاتيات وانخرطت في التعاطي مع الإطار القطري الضيق الذي ارتضاه الاستعمار أصلا، ورضيت بوضع البلاد في الإطار المنعزل ، خصوصا أن شعار الوحدة التي تتخطى الذاتيات صار في كثير من الحالات ممارسة تقدمية فعلية .