بوادر (إنقلاب)
خاص الإخباري نت - عبدو سيدي محمد
يتعرض الرئيس الموريتاني الحالي ولد الشيخ الغزواني لخيانة و مؤامرة مستوفية الأركان و الناظر إلى الواقع يستشف ذلك دون عناء فمنذ توليه الحكم قرابة سنتين و نيف لم يحظى بحكومة (تكليف) بل (تشريف). صعوبات تحول دون ظهور أي إنجازات كبرى تحسب لصالح الجنرال الرئيس كاتم الأسرار و خبير مفاصل الدولة و جزء من ماضيها و السبب يعود إلى عدة عوامل منها ضعف و نقص خبرة الجبهة الإعلامية للرئيس التي تعتمد على الأساليب القديمة من (نسخ)و(لصق) دون مراعاة للتطور التكنولوجي الحاصل في وسائل الإتصال و وسائط التواصل الإجتماعي التي أصبحت شر لابد منه مما أظهر عجز الإعلام الرسمي على مواكبة المسيرة و دخول في معركة (إفتراضية) مع واقع معاش. نقطة أخرى هي الأداء الحكومي الغث و الهزيل و الأكتفاء بألتقاط صور سيلفي أشبه برسوم الكاريكاتور تظهر المستوى الساذج لمن يفترض فيهم تسيير الشأن العام بحكمة و حنكة و شفافية.
حكومة بأداء ميداني فقير ليصبح الوضع رئيس بلا حكومة و شعب بلا رئيس أو هكذا يبدو لأي متفرج على الأحداث و الوضع الراهن. هناك تأزييم و تمييع و محاولة مكشوفة لإخراج و إحراج الرئيس أمام الشعب و حتى ( لا انبعد اشهودي ) إليكم هذه الوقائع المتزامنة و هل هي مصادفة أم امر دبر بليل؟
1/ تتفاوض الحكومة مع التجار لخفض الأسعار فيصبح كيلو غرام سكر 260 أوقية قديمة بدل 200 أوقية.
2 / ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني فتفرض الحكومة سعر موحد على التجار لتبدأ المواجهة بينهما بإضراب و إغلاق محلات تجارية؟
3/ حريق في البنك المركزي و لا معلومات أو تفاصيل و بالطبع ستقيد القضية ضد مجهول أو تماس كهربائي دون الخوض في الجزئيات. قبل ذلك أمينة صندوق و فكاهي كباش فداء لتصير قضية دولارات الأحتياطي (المركزي) مجرد فكاهة للضعفاء و فاكهة للقطط السمان.
4 / وضع إقتصادي و معيشي صعب للغاية و صرف متأخرات بملايين الأوقية لمجلس الشيوخ (المنحل) و حوالي 50 مليار أوقية مصاريف صندوق كورونا بالإضافة إلى مليارات من الأوقية في صفقات تراضي و عمولات.
5/ أكشاك (منصوبة) لبيع الخبز صارت (مرفوعة) بعد أنقشاع الضوء و ظهور النية السيئة ل (مخابز) الفتنة.
6/ تعيينات و ترقيات و إكراميات و أمتدادات للفئة (أ) و خطوات على نهج السلف.
خلاصة القول هل كل تلك الأحداث مصادفة و فعل غير مقصود ؟ شخصيا أعتقد أن هناك مخطط للمواجهة و الأصطدام بين الحكومة و التجار لخلق أزمة و توريط الرئيس في موقف محرج و له ثمن باهظ على الصعيد الإجتماعي و الإقتصادي. أولا ليس للحكومة أي سلطة على التجار في سوق رأسمالي ليبرالي حر خاصة بعد توزيع دم ( سونيمكس) بين قبائل التجار. فلماذا هذه الضجة في هذا الوقت بالذات؟ و هل الوقت مناسب لدخول حلبة الصراع مع فارق كبير جدا في ميزان القوة و الإمكانيات؟ على الرئيس الإنتباه لما يجري بالخصوص في ظل الحصار و الطوق الأمتي الذي يفرضه محيطه و حاشيته فهو محشور في ركن ضيق في القصر الرمادي حيث يتم ترتيب اللقاءات و طبخ الملفات حسب مزاج(العصابة) و الدليل هو حظوظ أشخاص بلقاءات مريحة بينما يستبعد من لهم مكانة وطنية و أقتصادية و فكرية من المرور من أمام بوابة الرئاسة رغم ما في جعابهم من حلول و بدائل قد تغيير من الوضع المتأزم و خلق فرص واعدة للإستثمار و الإستقرار. تزامن الاحداث مع حملات إعلامية تظهر مهزلة الحكومة بالصوت و الصورة و تصريحات بعض الوزراء الرامية إلى تكريس الهوة في التفاوت الإجتماعي غطت على جوانب إيجابية هامة جدا تحسب للرئيس مثل السيطرة المطلقة على الحدود الشمالية و الشرقية و الوقوف بحزم ضد تصدير الأزمات رغم البركان المشتعل. النقطة الأخرى الحرب الشعواء التي تشنها قوات الأمن العمومي على مهربي المخدرات و العمليات النوعية التي حالت دون دخول و انتشار هذا السم القاتل. و حسب معلومات من مصدر أمني رفيع تقوم الشرطة بحملات تفتيش و متابعة و مداهمة و توقيف لمروجي و مستخدمي المخدرات خاصة في أوساط الشباب و قد أسفرت تلك العملية المحاطة بسرية تامة إلى تراجع إدمان هذه السموم و تعطيل أوكارها القذرة.