المغرب قلقة من تطور العلاقات الموريتانية والجزائرية مع إيران

تتحرك إيران بخطى ثابتة إلى منطقة الساحل والصحراء مدعومةً بغطائها الديني الذي يسمح لها باختراق عدد من العواصم الإفريقية، كان آخرها نواكشوط التي زارها خلال شهر واحد وزيران إيرانيان، يتعلق الأمر بكل من وزير الخارجية ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي.

وأعرب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني خلال لقائه مع وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني عن أمله في أن يشهد مستوى التفاعل بين البلدين في مختلف المجالات تحسناً بتوقيع مذكرة تعاون بينهما.

كما تلقى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، مكالمة هاتفية من نظيره رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، وفق ما أفاد به بيان الرئاسة الجزائرية.
وبعد تراجع النفوذ الفرنسي في “القارة السمراء”، تسارع إيران إلى البحث عن موطئ قدم لها بمنطقة شمال وغرب إفريقيا التي تعرف تنافسا محموما بين القوى الدولية والإقليمية في ظل الإمكانيات الاقتصادية والسياسية المتاحة بها.

وفي وقت سابق، حل حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، بنواكشوط من أجل تدارس سبل تعزيز العلاقات البينية في مختلف المجالات، لا سيما “محاربة الإرهاب” بغرب إفريقيا وكذا تدعيم العلاقات الاقتصادية المشتركة.

وعلى الرغم من الطابع التجاري الذي تروج له وكالة الأنباء الإيرانية بخصوص الزيارة، إلا أن الوفد الدبلوماسي تحركه ملفات أمنية وعسكرية بالدرجة الأساس، حيث تحاول طهران استغلال الفراغ الأمني بالساحل الإفريقي للتوغل في المنطقة.

وتشهد منطقة الساحل والصحراء تنافسا شديدا بين الدول الإقليمية بعد الانسحاب الكلي لفرنسا من بعض الدول، حيث دخلت كل من روسيا وتركيا وإيران والصين وأمريكا على خط الصراع الدولي لكسب معركة الوجود السياسي بها.

بهذا الخصوص، قال نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إن محاولات إيران لتعزيز نفوذها بمنطقة الشمال الإفريقي ودول الساحل “ازدادت مؤخرا، وتكرست بوتيرة متسارعة بعدد من الدول التي باتت مستهدفة بهذه السياسة، ومنها موريتانيا”.

ووقف المحلل السياسي ذاته عند زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال يناير الماضي، إلى موريتانيا، بعد زيارات إلى عدد من الدول الإفريقية، كمالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر، بهدف فتح مجالات نفوذ إيرانية جديدة بالمنطقة، عبر الاستعانة بالخدمات التي تقدمها المخابرات الجزائرية.

كما عرج الأندلوسي، في تصريح لهسبريس، على “تراجع الدور التقليدي الذي كانت تلعبه فرنسا، بالإضافة إلى هشاشة القدرات الأمنية وتردي الأوضاع الاقتصادية بالنسبة لعموم هذه الدول المستهدفة بسياسة الاختراق وتعزيز النفوذ الإيراني بها”.

ونبه إلى أن “رفع التنسيق المشترك بين موريتانيا وإيران يمكن أن يكون له تأثير سلبي على مسار تحسين العلاقات المغربية الموريتانية”، مشيرا إلى أن “النظام الجزائري سيحاول جاهدا استثمار هذا التقارب لصالحه، والقيام بالدور التقليدي باستهداف المصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية والتأليب ضدها”.

وأكد المتحدث لهسبريس أن “الجزائر هي من ساهمت في هذا التقارب الإيراني-الموريتاني، خدمة لمصالحها بالمنطقة التي باتت متماهية مع المصالح الإيرانية”.

وخلص الأندلوسي إلى أن “عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والدول الخليجية، وأساسا السعودية والإمارات العربية المتحدة، ستساهم في تغيير عدد من العواصم العربية لمواقفها من طهران، وهو المعطى الذي رفع الحرج على الجانب الموريتاني لرفع مستوى التنسيق مع الجانب الإيراني، وهذا ما يجب أن تستحضره الخارجية المغربية في مسار تقييم مستقبل العلاقات المغربية الإيرانية، خاصة في ظل التقلبات والتغيرات التي تعرفها العلاقات الدولية والتحالفات الدولية الناشئة”.

نقلا عن هسبرس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى