ولد الغزواني ومأمورية الصمت والفعل والعقل/ محمد سالم الشيخ المعلوم
من العبر التي سطرها الحكماء ” اعمل بصمت واترك النجاح يحدث الضجيج” وقولهم أيضا أن
“المشروعات الكبرى مثل ألذ المأكولات لا تطهى إلا على نار هادئة،” من مضمون هاتين الجملتين انطلق رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في رحلة كله يقين أنها رحلة اختبار محفوف بالمنعرجات والتحديات المعقدة، لكنها في قاموسه رحلة “أكون أو لا أكون” ومن المعروف بديهة أن الأرضية التي وضع عليها قداماه رئيسا للبلاد، أرضية ملطخة بأيادي أناس أفسدوها بالقول والفعل والعقل، وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ألى آخره…..، وفي هذه الحالة لا ينجوا من جند جنود الأرض والسماء من أجل الترويج والتلميع والدعاية بما أنجز وبما لم ينجز، من باب أحرى من غامر بالصمت والهدوء والعمل ثم العمل ثم العمل،
جميعنا نعرف أننا شعب أصيبت غالبية صفوفه الأمامية وأقصد هنا فئة قليلة من اللاواقعيين، بفيروس فن التمايل والرقص على الشعارات الجوفاء والصراخ خلف اللاشيء
لكن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لم تغريه تلك العقلية الناعمة مظهرا الخبيثة خفاء،
فلو نظر المنصف وحتى غير المنصف إلى أن كل محطات قطار المأمورية الحالية كان دوما على السكة الصحيحة ولم توقفه المنعرجات المعقدة والمطبات الضخمة، ففي كل وقفاته وضع إنجازا باديا للعيان سواء كانت تلك الوقفاته في قرى وأحياء الضفة التي كانت منسية ومحتقرة، أوفي قرى ومدن وأحياء الشرق الذي كان متجاوزا ومغبونا ، أوفي مدن وقرى وأحياء الشمال الذي كان محروما ومهمشا، أوفي قرى ومدن وأحياء الجنوب الذي كان تائها وضائعا، إنها وقفات ومطحات وضع فيها قطار المأمورية في كل صمت لبنات البناء والتشييد،
ومن أهم ماشيده مدرسته الخاصة به، ويمكن أن يطلق عليها مدرسة
الصمت والفعل والعقل،
فقد استطاع ولد الشيخ الغزواني التمسك بالصمت ك خيار أول ثم الكلام ببعد البعد أخلاقي ومعرفي ممزوج بنظرات الوقار والتوقير، وهذا ما نقله عنه من جالسهم أو من استضافهم على موائد الأخذ والرد، هذا عن القول الداخلي في تكوينه الشخصي، أما في القول الداخلي في إطار إدارته لشؤون بلاده ف “لا احتقار ولاتحقيرولا سخرية ولا استهزاء” فالنهي بالقول اللين الصارم والأمر بالقول اللبق المتواضع، وهذا مالاحظه وسمعه وشاهده الجميع في لقاءاته الاستفسارية وزياراته الميدانية وأحاديثه الإعلامية،
وعن الفعل فقد اختار رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أن تكون أفعاله ترجمة فورية لضميره الشخصي وحسه الوطني واندفاعه الهادئ، فلو نظرنا إلى أفعاله الداخلة في تكوينه الشخصي نجد أنه لم يفوت فرصة لتوقير الفضل وأهله واحتضان العلم وحملته وكفاءات الوطن وحماته،
أما عن الفعل الداخلي في تسييره لشؤون بلاده، فمن نافلة القول ذكر الإنجازات الضخمة والعملاقة، التي غطت كل المجالات ولست هنا لذكرها أو التذكير بها، أولا احتراما لنهج صاحبها في الصمت والبعد عن الضجيج والمن والأذى، وثانيا لأنني متيقن كل اليقين أن تذكير اللاواقعين لايزيدهم إلا كفرا وتجاهلا، لكن أذكر ؤلئك أن ضجيج صوت ورشات العمل التي لم تتوقف طيلة أيام وشهور وسنوات المأمورية وحتى لحظات كتابة هذه السطور، سيبقى مصدر إزعاجهم والكفيل بإسقاط أقنعتهم الساقطة،
والمضحك المثير للسخرية أنك حين تريد جواب سؤال أحد هؤلاء عن أين ما أنجزه صاحب التعهدات من تعهداته على أرض الواقع، يدور عنك بوجهه ويتلعثم محاولا ترتيب قناع وجهه،
أما عن العقل فقد تميز رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالهدوء والصرامة والدهاء حتى وصفوه بالبحر الهادئ، فقد اعترضته ملفات كبرى بالغة التعقيد في مجال الاقتصاد والسياسة والعدالة والاقصاء، لكنه مسكها من النصف وتجاوزها بالعقل دون القول والفعل،
وفي المجال الديبلوماسي فقد خرج رئيس الجمهورية من كل المواقف الحرجة والمفخخة أحيانا برأس مرفوع وعقل متزن ومتماسك، وهذه بصمته الخاصة به بشهادة الدول العظمى ودول الجوار، فنال إعجاب الجميع في تجاوز اختباره أمام قضايا حساسة في دول الجوار،
إذا هي مأمورية ترجمت خصائص مدرسة يبدو أن رئيس الجمهورية عمل على تأسيسها خلف الجدران وشيدها بصمت على سكة قطار البناء رافعا شعار الصمت والفعل والعقل،