إفريقيا اختارت محاميها

سيدي محمد ولد جعفر

قارتنا التي ديست كرامتها منذ قرون على يد الغزاة ، ونهبت ثرواتها الهائلة بأيدهم، وايد نخب من أبنائها مكن لهم الغزاة ومهدوا لهم السبل وذللوا لهم الصعاب، ليشبعوا نهمهم وجشعهم، وليفتحوا لهم ابواب النفاذ إلى ثروات باطن الارض واعماق البحار ، مذ غاب الاباء الافارقة المؤسسون، تباعا، لومبا وانكروما وناصر وآخرون أحبوا افريقيا كثيرا ودافعوا عنها بحناجر مبحوحة، حتى دفعوا ارواحهم فداء لها، فدخلت القارة بعدهم انفاقا مظلمة. في تلك الانفاق وضعت لقارتنا خططا محكمة، ليدمر كل شيء نافع فيها، حتى مرتفعات “سيرنكيتي هجرتها اسودها” فاصبح الموت والجوع والتشرد سمتها ،فمنذ ازيد من عقد وسفن استقرارها تمور.
في اديس ابابا عاصمة انبلاج نور نفق قارتنا المظلم قبل ستة عقود، كان الأفارقة على الموعد، نعم في تلك المدينة الجميلة الموغلة في القدم والتي اختيرت يومها كي تقود قاطرة افريقيا الواعدة المتحررة لتحقيق الحلم الافريقي، قبل أن ينكص أبنائها ويختارون الشقاق والفرقة، التي أبدلتهم بعد أمنهم خوفا وجوعا بعد اجتماع الافارقة عندهم فصاروا شيعا متفرقين أيادي سبأ وما سبأ منهم ببعيدة، فأصبحت اديس أبابا عاصمة حلم الوحدة الافريقية محصورة بين جبالها محاطة بدول كانت مدنها منافذ واعدة لها على البحار.
في هذا اليوم المبارك اختارت افريقيا الحزينة المكلومة التي تعاورتها الخطوب وسدت امامها الدروب وأصبحت مسرحا لتكالب الرجل الأشقر والأبيض والاصفر عليها وهي المخنوقة بالديون والأزمات والانهيارات، ادركت أن لا سبيل للخروج من المحن والخطوب المدلهمات إلا برجل حلب الدهر شطريه، الرجل الذي نافح عنها في المحافل الدولية مطالبا بشطب ديونها، التي تثقل كاهلها والتي تحرمها من الاقلاع، داعيا الى تمويلات لمشاريع تثبت شبابها الذي بسواعده وافكاره تُبنى الاوطان، وبه تطفأ نيران الأحقاد بين اثنياتها المتناحرة كل منها رافعة راية الانفصال فأنجبت ” كتاكيت زرقاوقية سود”.
هذا الرجل المجاهر بأن على افريقيا أن تحل مشاكلها بعيدا عن اصطفافات الكبار الذين لا يريدون لها خيرا جعل القارة تعرف الرجل على المنابر متصدرا المشهد مدافعا عنها ومعبرا بصدق عن محنها.
في هذا اليوم شَرُفت افريقيا بترأس هذا الرجل الصامت الرزين صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزاوني حفيد مقارعي الاستعمار بالبنادق، رئاسة اتحادها المهلهل، مدركة أنه من بين (54) زعيما هو المؤهل لتضميد الجراح وجمع الفرقاء الكثر، الى حيث يناقشون أمورهم بهدوء وبدون ضغوط، كما فعل هو لبلده الذي كان على صفيح ملتهب الأطراف فقاد أهله الى المشتركات التي حصنته من عبث الخارج المتربص بوحدته المتمالئ مع صيادي المياه العكرة من ابنائه.
فهنيئا لأفريقيا باختيارها الداهية السياسي المرن الشفوق على مصالها رئيسا قادرا على ترميم التشوهات السياسية والاقتصادية التي خلفتها عقود العبث بقارتنا ، سطور فخر جديدة من تاريخ حفيد المجاهدين نفخر بها نحن أبناء وطنه ومبارك لنا نحن الموريتانيين انتخاب قائد مسيرتنا الواعدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى