إذاعة موريتانيا..الحكم على الشيء فرع من تصوره

الدكتورة صفيه حباب، تكتب .. إذاعة موريتانيا..الحكم على الشيء فرع من تصوره

أودّ ھنا أن أتحدث عن إذاعة الخدمة العمومية المعروفة بإذاعة موريتانيا .. و يعتبر حديثي عن ھذھ المؤسسة حديثَ من يعرفھا من الداخل لا حديثَ المتطفل على ھذا الميدان، إذ أنني خدمتُھا جيدا و عايشت عدة إدارات تعاقبت عليها، و كنت، دائما، في منصبٍ يخولني الاطلاع على كل ما يجري في ( العلبة) كما يقال..

فقد شھدت ھذھ الإذاعة مع مديرھا العام الجديد الذي لم تمض عليه سنة على ھرمھا الأعلى.. تطورا كبيرا خاصة على مستوى المصادر البشرية و مقاربة النوع فيھا و التعويل على الشباب والنساء وفق توجهات فخامة رئيس الجمھورية محمد ول الشيخ الغزواتي في برنامج طموحي .. فصارت المرأة أكثر حضورا في جميع قطاعات الإذاعة من ذي قبل.. سواء تعلق الأمر بالقطاع الإداري أو قطاع البرامج أو قطاع الأخبار أو القطاع الفني.. حيث يسيطر الجانب النسوي على البرمجة بنسبة 90% و قطاع التكوين بنسبة كبيرة و إذاعة الشباب و الإذاعة الريفية و بعض المحطات الجھوية كمحطة روصو.. لقد استطاع المدير العام عبد القادر ول إعلادھ أن ينھض بھذھ المؤسسة و يجعل الكل يعمل بروح الفريق و يتنافس من أجل الرقي بالإذاعة إلى دور الإذاعات الحكومية التي تصنع الرأي العام المحلي و الدولي و تواكب برامج الحكومة و تسخر الإعلام متعدد الوسائط لتلك المواكبة كما هو واضح في صفحتها.. وكذلك التشجيعات التي يمنحها لجميع الطواقم و عقود العمل التي حصل عليها بعض عمال المؤسسة الذين كانوا في وضعية غير مناسبة مثل اعضاء المجلس العلمي في اذاعة القرءان الكريم وقناة المحظرة..

إذاعة الخدمة العمومية اليوم وصلت الي مرحلة إعلام القرب و الإعلام المتخصص و الإعلام الذي يعول على القدرات الكبيرة و المھمة التي تعتني بالثقافة المحلية، مثل الإذاعة الثقافية..

و بالتراث.. خاصة تراثنا الديني، مثل إذاعة القرآن الكريم مع مجاراة التنوع الثقافي حيث أعطيت عناية خاصة وكبيرة للغات الوطنية كتخصيص لھا مسابقات تُعنى بتراثھا و ذلك ما يؤسس قوتنا الحقيقية و التشبث بماضينا المجيد و حاضرنا من أجل صناعة مستقبلنا..

د/ صفية سيدي حباب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى