يقولون …نواكشوط عاصمة الثقافة الإسلامية !
محمد ولد الراظي
جميل أن تكون عاصمتنا قبلة للآخرين في مناسبة كبيرة وفي أيام تجمع الكثير من أفاضل الناس وعلية القوم وأجمل من ذلك أن تأخذ المناسبة عنوانا كبيرا كعاصمة الثقافة الإسلامية أو عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي……ولكن كيف لعاصمتنا اليوم أن تكون حقا عاصمة ثقافية بأي عنوان للدين أو لغير الدين وهي ناضبة المكتبات في كمها وكيفها والتأليف شحيح والنشر والتوزيع مجرد عناوين نسمع بها ولا نراها وقليل منا من يهتم بالكتابة والقراءة وأغلب المؤلفين بين مستنسخ ومقلد….
أين هو الكتاب الفقهي الموريتاني الحديث الذي سنستقبل به زوارنا في موسم سياحي ثقافي ديني كبير كهذا ؟ وأين هو التجديد الذي قام به المعاصرون منا في استنباط الأحكام وتأصيلها وتحيينها وإسقاطها علي الواقع المتغير باستمرار ؟ فما زلنا نعود لما قاله منذ زمن بعيد عالم جزائري مضت علي وفاته ستة قرون (الأخضري) وآخر مغربي توفي قبل خمسة قرون (ابن عاشر) وجندي مصري مات في نفس الفترة تقريبا ( خليل بن اسحاق) أو ابن أبي زيد القيرواني الذي سبق الجميع بكثير…..أو تلامذة هذا وذاك
نحن أمة تخدر نفسها بنفسها وتزيد علي ذلك بأن تقبل بتخدير الآخر لها ونغالط أنفسنا ونصنع الوهم عن وعي ثم نجعل منه حقيقة.
والأسوأ من ذلك أن ضيوفنا لو طال بهم المقام قليلا وتعرفوا علينا عن قرب سيكتشفون أننا قد انسلخنا عن قيم الدين وابتعدنا عن روحه ما بين المرائي واللامبالي وسيكررون حين العودة المثل العربي القديم: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
ليست نواكشوط حاضرة ثقافية لتحمل هذا العنوان الكبير أوتسعه ولو أنهم اختاروا “موريتانيا حاضنة الثقافة الإسلامية” بديلا عنه لكان أكثر مصداقية وأسهل قبولا…..إذ كانت البلاد فعلا لا قولا حاضنة للثقافة الإسلامية في غابر الأزمان قبل ميلاد نواكشوط بقرون…