جلسة مع العلامة ولد الددو
كأي موريتاني او مسلم أشعر بالفخر و الأعتزاز بالعلماء و الفقهاء الذين سعوا و يسعون لرفع راية الإسلام و الدعوة في سبيل دين الحق و إتباع سنة الهادي المصطفى عليه أفضل الصلوات و التسليم. لكن حكايتي مع العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو فيها الإعجاب و التقدير و الشوق للقياء و ان كانت الظروف لم تسمح بذلك إلا في يوم العيد.
قد لا تصدق أن اول لقاء بالشيخ الددو حفظه الله كان في السماء على متن طائرة حيث كنت قادما من رحلة عمل مع توقف في المغرب لكن للاسف الشديد لم اتعرف على الشيخ رغم حفاوة و حسن تحيته لي.
خلال ترتيب موعد المعايدة كنت أعتقد إنني أمام مكتب استقبال و حرس و رجال أمن و سكرتاريا و بروتوكول رسمي حسب المعهود في لقاء الشخصيات الوازنة بحجم ولد الددو. المفاجأة الكبرى كان تصوري من محض المخيلة. الشيخ ولد الددو يمتاز بالبساطة و العفوية و القبول الاجتماعي و النفسي و تشعر من أول وهلة بالألفة و العشرة و كأنك عشت معه لسنوات فحديثه اريحي صادق و وجهه بشوش و دعاءه لك بين الفينة و الأخرى فيه حلاوة و عليه طراوة .
خلال لقاء المعايدة لاحظت حسب حدسي (الصحفي) و حاستي السادسة (الفضول) ما يلي :
1/ بالإضافة لغزارة العلم الفقهي و الديني يمتاز الشيخ ولد الددو بموهبة ادبية راقية في اللغة و فن الخطابة و الإلقاء و استحضار الشواهد لأستلطاف الحديث. ضف على ذلك فهو خبير في علم الأنساب و علم الانثروبولوجيا.
2/ رفض الشيخ الددو إجراء عملية زرع الركب لأنها تعرقل السجود أثناء الصلاة و فضل العلاج التقليدي مع عصا تساعد على المشي.
3/ لديه تخوف كبير على مصير مركز تكوين العلماء حيث يعتمد مصدر التمويل على تبرعات فاعلي الخير الذين لديهم أيضا هاجس خوف من دعم المركز العلمي الذي أقفلته الحكومة دون سبب مقنع. للتذكير اقدمت حكومة الرئيس السابق المتهم حاليا بقضايا فساد بإغلاق مركز تكوين العلماء و حاولت بتمويل إماراتي فتح محظرة نموذجية في أكجوجت كبديل للمركز مما أثار سخرية المدونين و وسائل الإعلام حيث اطلقوا عليها تهكما (محظرة الأقفاص). من ناحية اخرى فاز طلاب المركز بالجائزتين الاولى و الثانية على المستوى الوطني في مسابقة (حفظ المتون) برعاية رئيس الجمهورية. كما تفوق المترشحون من المركز في المسابقات الوطنية التي شاركوا فيها.
من صفحة الأستاذ و الباحث : عبدو سيدي محمد