قانون (شرف) المواطن

خاص لموقع الإخباري - عبدو سيدي محمد

من أكثر و اغرب إنجازات حكومات (الخيام) المتعاقبة مشاريع (إضافة) و (تعديل) و (تسنين) و (إختراع) القوانين. هذا الأمر لا يخرج عن أحتمالين الأول (هشاشة) و عدم شمولية مواد الدستور و الثاني (مزاجية) و (أرتجالية) القوانين (الوليدة).
خلال مداخلات و متابعات سابقة أستنتجنا ان اكبر خطأ للنظام (السابق) هو الحلول الأمنية للمشاكل الإقتصادية و الإجتماعية فهل يصدق المثل القائل (التاريخ يعيد نفسه)؟
في أمسية (نرجسية) راقصة هاجم الرئيس السابق (جنود) العالم الأزرق واصفا أياهم ب (لمشوشة) و متوعدا أياهم بالويل و الثبور بعد دخوله قفص الإتهام في ملفات فساد أصبح (مشا) في العالم الإفتراضي و مناضلا في (المعاردة) بعد أن قال فيها ما لم يقل مالك في الخمر.
زيارة الرئيس ولد الغزواني للترارزة أظهرت ضعفا في الترسانة الإعلامية الرسمية و جهل او تجاهل في تحضير البروتوكول و نقص الخبرة الإستشارية . رغم ذلك كانت زيارة (مميزة) اظهرت الصورة الواقعية لموقف (الرئيس) الجنرال الذي يقف في حقل ألغام و يحاول تفكيك كل لغم (ملف) دون تفجير او خسائر. لا شك أن عملية التفكيك تتطلب الوقت و الدراية و المغامرة و التحكم و تقدير النتائج في حالتي الربح و الخسارة.
كما كانت الزيارة (تاريخية) فهي اول زيارة يرفض فيها (البطرون) لقاء (العجلات) و كتائب دعاة المأمورية الثالثة و هياكل دعم الرؤساء و الكراسي و راكبي موج (الباذنحان).
المتتبع لزيارة الرئيس يلاحظ دون عناء خلل التحضير و هفوات خطيرة و يثبت ذلك كلمته (المختصرة) للمقارنة بين (المناخ) و (الأمن) ثم هجومه (اللاذع) على منصات التواصل الإجتماعي لتأتي ردة الفعل سريعة عبر قانون (المواد السبعة) حسب تصريح وزير العدل بعيد إجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي. و هذا يؤكد إنزعاج (فخامته) من حرية التعبير التي تعتبر من قواعد اللعبة الديمقراطية. لكن المعضلة ليست في سن و تشريع القوانين بل في تطبيقها فنحن رغم نصوص و مواد دستورية صريحة لا تقبل التأويل (مثلا المادة السادسة) رغم ذلك فاللغة (الفرنسية) هي اللغة الرسمية للإدارة و التخاطب الرسمي. شخصيا مع حرية التعبير المقننة بالاحترام و مراعاة مشاعر الغير .
يلف الغموض بعض العبارات فكلمة (سب) هل تعني اللفظ و التجريح فقط ؟ و هل اللكم و الصفع يدخل ضمن دائرة (السب)؟ استحضر هنا صفعة ماكرون الذي ارغمه القضاء على دفع الغرامة و الإعتذار. و هل العلم و النشيد المقصود بهما الحمراوين و اللحن المصري ؟ ام سيتم الرجوع إلى الأصل قبل المصادقة على مشروع القانون ؟
لا يحتاج شرف (المواطن) إلى قانون بل إلى قمع وحشي للبطالة و هجوم كاسح على إرتفاع الأسعار و تفكيك شامل لملفات الفساد و تعطيل و تجفيف منابع التوظيف القبلي و الجهوي عندما يجد المواطن لقمة عيش كريم و خدمات تعليمية و صحية و إدارية مناسبة عندها فقط لن يجرؤ احد على الاستغلال السلبي لحرية التعبير و وسائل التواصل الإجتماعي في السب او التطاول او المساس لأن إسكات المعدة(الخاوية) هو إبداع لما سيكتب القلم (الجاف). قانون (السبع) قد يأتي بنتائج عكسية النظام الحالي في غنى عنها حيث ستفتح جبهات جديدة من (لمشوشة) و سيول لا متناهية من الحسابات و الأسماء المستعارة و مراسلين بالصوت و الصورة من كل فج عميق و بالطبع هي جبهات و ميادين لا يحسن النظام القائم مواجهتها و لا قبل لهم بها. من ناحية ثانية يمكن للرئيس ولد الغزواني الإستفادة من الثورة الرقمية و تطوير مكتبه الإعلامي و الإستشاري و البروتوكولي بدل الحرب مع مجهول و (مكطوع انعالة ) لديه القدرة و الفراغ و المعلومات.
خلاصة القول (شرف) المواطن من شرف الرئيس و على الأخير النظر بعين الواقع إلى حال المواطن لا بتصريحات الناطق الرسمي الذي ينفي إرتفاع أسعار المواد الغذائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى