ولد الرايس .. الإطار الكفء والمفاوض المتمرس
مع وصول الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة، بدأت ملامح الدولة تتشكل من جديد، في مرحلة اتسمت بالإرادة الجادة والصادقة للنهوض بالبلد، من ميراث عقود من التخلف والفقر و الفساد .
تطلب الأمر تجنيد الوسائل المادية والبشرية لتنفيذ خطة الإقلاع الإقتصادي والاجتماعي مواكبة لتطلعات المواطنين، وتجسيدا لبرنامج الرئيس الإنتخابي الذي يمثل وثيقة العقد بينه وبين الناخبين.
قبل أيام صرح رئيس الجمهورية بأن وتيرة المشاريع قيد الانجاز بطيئة أكثر من اللازم، ودعا الوزراء المعنيين، لضرورة تسريع هذه الوتيرة، وتنفيذ التعهدات في الآجال المحددة وفق المعايير الفنية المتعارف عليها دوليا..
تصريح رئيس الجمهورية أعاد للأذهان معضلة قديمة رافقت ميلاد الدولة الوطنية، تتلخص في إشكالية إسناد الأمر إلى أهله، والتي لم توفق الأنظمة التي توالت على موريتانيا في حلها بشكل جذري .
اليوم فإن كل العوامل متوفرة لوضع الرجل المناسب في الموضع المناسب، ويحضرني هنا الحديث عن كفاءة وطنية نادرة، ثقافة وسلوكا و أداء ، يتعلق الأمر بالإطار الإقتصادي المتميز سيدي أحمد ولد الرايس، المدير الحالي لميناء نواكشوط المعروف “بميناء الصداقة”، ووزير المالية، ومحافظ البنك المركزي الأسبق..
خدم ولد الرايس الدولة في مراحل مختلفة، وتعاقبت عليه أنظمة متعددة، وخرج من كل الوظائف والمأموريات، نظيف الكف، لم تشبه شائبة في تسيير المال العام، ولم يعلق به من الفساد دنس.
بالإضافة إلى كفاءته المهنية المشهودة، للرجل باع طويل في السياسة، فهو مفاوض محنك، وسياسي بارع، قاد مفاوضات داكار التي أعقبت الانقلاب على المرحوم ولد الشيخ عبد الله، ونجح في طي صفحة الخلاف السياسي الذي كاد يعصف باستقرار البلد..
و خرج من المفاوضات باحترام كبير داخل مختلف الأطراف بما فيها المعارضة و السلطات السينغالية.
تولى ولد الرئيس وظائف مالية حساسة، أبرزها محافظ البنك المركزي ووزارتي المالية والشؤون الاقتصادية، قبل أن تسند إليه مهمة إدارة ميناء الصداقة الذى شهد في عهده نقلة نوعية، تمثلت في توسعة رصيف الحاويات، الذى تمكن من ادارة مفاوضات صعبة و شاقة لمراحعة اتفاقيتها مع شركة “آريس” استطاع فى نهايتها بحنكة المفاوض البارع ان ينتزع من الشركة 12 مليار لصالح الدولة الموريتانية ، ليصل اجمالي عائد الاتفاق الأصلي الى 140 مليار اوقية ، و يجنب الدولة اللجوء للتحكيم الدولي ، لما فيه من الضرر بسمعة البلد ، لدى المستثمرين و الشركاء ، و طول امده .
كما أعاد تنظيم المرفق الحيوي ، و زاد طاقته الاستيعابية ، و ارتفع رقم اعماله ، مع توقعات مؤسسة لزيادة ارباحه هذا العام .
و تم تأمين الحمالة صحيا، وتحقيق العديد من مطالب النقابات العمالية في الميناء ، و انهاء حالة التوتر و التعطيل التى عرفها ، خلال الإدارات السابقة ، و البدء بنظام العمل فى الميناء أربعا و عشرين ساعة خلال اليوم بشكل دائم، من ما يجعل من ميناء نواكشوط نافذة ناجعة لدول الساحل على المحيط الأطلسي..
أملنا كبير في أن وطنية رئيس الجمهورية وإرادته الجادة لتنمية البلد ، ستدفعان إلى الاستفادة أكثر من قدرات سيدي أحمد ولد الرايس في المواقع والمناصب التي تناسب كفاءته وتجربته المهنية ..
محمدفال ولد لمرابط