العظماء لايموتون
محمد سالم الوذان
الموت فناء صرف وعدم محض للعامة وانتقال من وجود إلى عدم ؛ ودورة حياة أزلية للعظماء ينتقلون من الوجود الحسي إلى الوجود الذهني والغياب مادي إلى الحضور العقلي والحضور العقلي ديمومة ابدية فالصورة الحسية تغيب بمجرد اختفائها فى حين تبقى الصور الذهنية ما ثلة للعيان تتجلى كلما تحرك العقل فى المحسوسات لتحويلها إلى معارف والمعارف تزيدها السنين اتضاحا وألقا فكلما اتسعت المسافة الزمنية بيننا وبين العظماء كلما استطعنا استكناه حقائقهم .
ومن اكثر العظماء المعاصرين ألقا وحياة فى العقول الراحل محمد يحظيه ابريد الليل الذى شيد صرحا فكريا شامخا تجاوز سمته السماكين وعم سناه مقالب الارض قاصيها ودانيها ففكره تجاوز حد الاضافة النوعية للفكر الانساني إلى مرحة الابداع والخلق فأهله ذالك للخلود والانضمام إلى ركب الخالدين فهو كان نبراسا ينير للتائهين دروب الحياة ويزرع الارض تحت اقدامهم زهرا سقاه بدماء قلب براه الشوق إلى الانعتاق والمساواة ونشر العدالة بين الناس .
غيب الثرى وجوده المادي بيننا وخلد الفكروجوده الذهني فى عقولنا وسيكون وجوده اكبر فى عقول اللاحقين واكثر حضورا وتأثيرا فالعظما كا الإبريز تزيده الأيام تألقا وكالمعارف تنتشر اكثر كلما تقادم عهدها.
افتقدناك جسما وعشت بيننا كنزا معرفيا ودستور حياة وعوالم فكر تشمل برحابتها كل الاصقاع والنواحى وتسطر على جدران العقول اسفار ا وترسم مسارات تمنع التيه والانزلاق فإلى جنان الخد يا عظيما عجز الفناء عن اخفائه والثرى عن تغييبه