ولد ماديك:لا صِحَّةَ لِزواجِ امرأةٍ مِن غيرِ رضوانٍ ومباركةٍ مِن أهلها
تكررت في بلاد شنقيط نازلة زواج ما يصِفونَه بدَنِـيءِ النَّسَب بشريفة النَّسَب
ورغْمَ فَسادِ كلِّ مِيزانٍ يَعتبِرُ الدناءَةَ والشرفَ مَنُوطَيْنِ بنَسبٍ متسلسِلٍ مُتوارَثٍ ـ لِـحَصْرِ الشرَفِ والدَّناءَةِ في الأعمال الْـمُكتسبَةِ ـ فَليسَ في الإسلام ما يُكْرِهُ امرأةً على الزواجِ بِـمَنْ تعتبِرُه هي أو يعتبِرُه أهلُها أَحَطَّ منهم درجَةً، وليسَ مِن الإسلامِ في شيءٍ إكراهُ عصَبِ امرأةٍ وأخْوالِـها على احتضانِ سُلالةٍ قومٍ ءاخَرِينَ لا يَأنَسُونَ بهم ولا يطمئنون إليهم ولا تَـحصُل بذلك الزواج الْمودّة والرحمة، بل التنافُرُ والشقاقُ والاختلاف والفُرقة.
وكما لا شرعِيَّةَ لِزَواجٍ أخفاهُ الزوجُ عن مُـحيطِهِ الاجتماعي وعلى الخُصوص أولادُهُ وإخوتُه وأخواله وأبناءُ عمومتِهِ، بل الأصل في الزواجِ وشرطُه أن يُعلَنَ إعلانا يحْفَظُ حُقوقَ الذّرِّيَّةِ وأولِـي الأرحامِ، فلا صِحَّةَ لِزواجِ امرأةٍ مِن غيرِ رضوانٍ ومباركةٍ مِن أهلها احترازا مِن ضياعِ حقوق الذُّرِّيَّةِ وحِرمانِهم مِن حاضنة الأخوال.
الحسن ولد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب