“المثلية” عنوان جديد “للربوبية الأمريكية”

محمد ولد الراظي

حين أعلن المستشار الألماني أن الحرب في أوكرانيا حرب صليبية ضد الثقافة والقيم الغربية تفاوتت ردود الفعل بين الناس فمنهم من شرد ذهنه ولم يعد قادرا علي ضبط اتجاه بوصلة تفكيره ومنهم من أرجع التصريح لخلل بصاحبه أو ذهول أو خوف لم يعد معه يتمالك عقله ولا لسانه وآخر أرجع الأمر لاحتمال زلة لسان من شخص مذعور…تعددت القراءات والتفسيرات والتأويلات ولكن أحدا لم يخطر له ببال أن يكون الرجل يعي حقا ما قال……….ولكنه كان يعيه !!!!

لم تعد المسيحيه تعني شيئا لسيد القوم في الضفة الأخري لبحر الظلمات ولم يعد المسيح ذاك الرب ابن الرب والروح القدس………إنه عصر الربوبية الأمريكية حيث تحل قوانين الأرض محل قيم السماء وتحل سيدة الأرض أمريكا محل خالق السماوات والأرض….!!!

بدأ مشروع “توطين الربوبية” في الأرض بسن قوانين تفك ارتباط النشء بالله فجاؤوا بقانون حماية الطفل لكي لا يعود لوالديه سلطان في تربيته فينفك عن ثقافته وقيمه ودينه ثم جاؤوا بالحرية الجنسية وحق الناس بالعري في الشارع وفي الأماكن العامة تماما كالبهائم وأخيرا وليس آخرا جاؤوا بالمثلية ونادوا بدعم شواذها وحمايتهم ومعاقبة كل من قد يقف في وجه انتشارهم…..فماذا تستفيد أمريكا من كل هذا غير أنها تقطع الصلة بين الناس والسماء فيخلو لها وجه الأرض ومن عليها !!!

أن تثور ثائرة العالم الغربي حين تستخدم دولة قطر حقها السيادي في منع تأشرة دخول لمخلوقات منافية للفطرة في حين يصمت هذا العالم عن رفض بولندا منح تأشرة دخول لوزير خارجية روسيا -إحدي أهم الدول الضامنة للأمن العالمي- لحضور مؤتمر أمن ذي طابع إقليمي وعالمي كبير ….فلأن أمر المثليين أعظم وأجل !!!

أن تتجاوز وزيرة داخلية دولة كبيرة -ألمانيا- كل الأعراف الديبلوماسية وما تقتضيه من لباقة ولطف وتتحايل علي دولة ذات سيادة فتأخذ خلسة شعار المجموعة المحظورة فيها وتستتر بجنح قميصها حتي تصل المنصة فتكشفه للملأ فيما يشبه أعمال قطاع الطرق فلا يمكن أن يكون ذلك إلا لأن المثلية عنوان لمشروع وجودي تصغر في سبيله كل الممنوعات….

أن تظهر بالتزامن مع “صيحة الشواذ” عند أبواب الكنائس الغرببة مجسمات وصور للسيد المسيح عليه السلام في هيأة أحد من المثليين فلا يكون القصد إلا تتفيه وإلغاء ما كان عند الناس من معتقد ومرجعية ثقافية ودينية !!!!!

إن قضية المثليين هي أحد أهم عنواوين مشروع “الربوبية الأمريكية” وقد يكون الأهم لأنه يصيب كبد الفطرة الكونية والحكمة الإلهية في الخلق والبقاء بالتوالد بين الذكر والأنثي وقد سبقوا ذلك بإجازة ممارسة الجنس مع الدمي ومنذ أيام أجازوه مع الدواب.. !!!!!

أجهزت الربوبية الأمريكية علي المسيحية الكاثولوكية والبروتيستانتية ولم يبق من الكنيستين والفروع إلا البابا نويل وكرنفالات الشعوذة التي تقام في ديار المسيحية في فبراير من كل عام……ولأن الإسلام أكثر مناعة وتحصينا فقد حاربت المسلمين حروبا مفتوحة بالطائرات والصواريخ وكل أسباب الموت وأذكت ودعمت ومولت الحروب بين طوائفهم ومللهم ثم حين ترهل أهل الإسلام وضعفت هممهم بدأت تتسلل إغراء وترهيبا لتهديم مرتكزاته العقدية من أساسها.

بالأمس أعلن الإتحاد الأوروبي أنه سيعفي مواطني الكويت وقطر من تأشيرة شنقن بشرط أن تلغي الدولتان عقوبة الإعدام …فما علاقة هذا بذاك سوي أن قبول الدولتين به يعني إلغاء نص محكم وبالتالي فك ارتباط الشعبين بالعقيدة الإسلامية….هي حرب بين السماء والأرض بين الله وأمريكا…….و”كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز…” وصدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى