حبيب الله ولد أحمد يكتب عن الفقيد أحمد السيد

ماذا أكتب تحت الصدمة للحديث عن الدكتور أحمد السيد الذى فارقنا اليوم ؟
ماذا سأكتب عنه؟
بأية عبارات سأتحدث عنه والعبارات تخنقها العبرات؟
أكتب عن الدكتور أحمد السيد اخصائي أمراض الكلى فائق الخبرة والكفاءة؟
اكتب عن أحمد المثقف الإنسان المتدين رفيق كتاب الله ؟
اكتب عن أحمد السياسي الرزين الهادئ المؤمن دون صخب بمبادئه؟
اكتب عن أحمد اخى صديقى؟
صراحة لا أعرف ماذا ساكتب عنه ولا من أين ابدأ
الخطب جلل فالفقيد كان قامة وطنية طبية فارعة
كنت تجده باسما مشرق المحيا وهويعاين مرضاه
كان للزملاء نعم الصديق والأخ
كان بسمة حنان ولمسة رحمة تمشيان على قدميهما
كان شجاعا كبيرا فى تصرفاته لايساوم فى المهنية
مرة ساءته وضعية قسم الكلى فكتب بخطه الجميل حين يعرب وحين يعجم طلبا لإدارة مركز الاستطباب الوطني يتضمن كل نواقص القسم من أدوية واجهزة ومعدات وطواقم وذيل الطلب بأنه كطبيب مهني لايمكنه العمل فى قسم الكلى بلا تجهيزات وأن رؤية مريض على سرير لايملك الطبيب شيئا للتخفيف عنه لا أدوية لاتجهيزات لا شيئ سوى يد الطبيب وسماعته وقلمه مخزية مهنيا وأخلاقيا ولايمكنه تحملها
تلكأت الإدارة وماطلت فكتب استقالته وهاجر إلى السعودية حيث عمل هناك وبمجرد أن علم بتحسن وضعية قسم الكلى فى مركز الاستطباب الوطني لوجستيا عاد ليضع نفسه تحت تصرف القسم مرؤوسا هذه المرة وليس رئيسا فقناعته كانت أن الطبيب الموريتاني تكون أولا ليخدم ابناء وطنه ومن واجبه الكفاح من أجل الحصول على الظروف المناسبة لتلك الخدمة
أحمد كان طبيبا خلوقا اريحيا متواضعا لاتفارق البسمة محياه
كان قليل الكلام مقبلا على شانه ولم يكن المال يعنى له شيئا وإلا لبقي خارج البلاد ولما عاد إلى مرضاه صابرا متحملا عاضا على مهتيته بالنواجذ
أحمد كان كاتبا لايشق له غبار ولكنه فضل الكتابة باسم مستعار أيام( البيان) و(القلم) ذات عصر ذهبي للصحافة الورقية فالكتابة بالنسبة له هواية وموهبة لايريد منها شهرة ولامالا
ولقد كانت مقالاته بديعة مبدعة بلغة جميلة أنيقة بمنحى وطني اخلاقي لا يعلى عليه
أحمد كان لنا أخا كريما وصديقا ودودا
مرة هاتفته لاعرض عليه مريضا فأجابني( حبيب الله ماتعرف عنى كنت واخظ الدشره
حانينى فالطب نرجعلك ظرك انشالل)
افهمته أنه يمكننى انتظار عودته لكنه أصر مازحا
( انت عيطت فاثرى لابدالى نرجع نجغم من اللبن)
لم يطل انتظارى
عاين المريض ووصف له ادوية واعطاه موعدا وبنفس الابتسامة عانقنى مودعا
( أيوه حجب اوراي)
أحمد كان قمة فى الاريحية وطلاقة الوجه رفيقا بالمرضى حنونا ناصحا أمينا يعرف تخصصه كتب الله الشفاء على يديه للكثير من المرضى
أقبل فيه التعزية واعزى فيه أسرته ومجموعته الكريمتين وكل زملائه وكل عمال قطاع الصحة وعموم الموريتانيين
اللهم اغفر لأحمد ولد السيد وارحمه وتجاوز عنه
إنا لله وإنا إليه راجعون…

حبيب الله أحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى