سقوط (الغيث) في بلواخ

عبدو سيدي محمد

برنامج الإغاثة الذي يشرف عليه و يقدمه غيث الإماراتي و الذي نال شهرة واسعة في الوطن العربي و أدخل السعادة لملايين القلوب و رسم الإبتسامة على آلاف الوجوه. لاشك إنه مجهود يذكر فيشكر و نتمنى أن يكون الثواب في ميزان غيث و فريق عمله.
دخول غيث موريتانيا في زمن الرمادة و الشدة و ظروف إقتصادية و إجتماعية صعبة للغاية هي خطوة في غاية الأهمية لكن بعد متابعتي للبرنامج في القرية الساحلية خرجت بملاحظات و قراءات منها على سبيل المثال لا الحصر غالبا يأتي (غيث) بعد دراسة متأنية و شاملة للشخص المستفيد دون وسيط لكن الأمر مختلف في قرية بلواخ المشاهد لأول وهلة يدرك جيدا الإعداد و التحضير المسبق قبل البرنامج حتى في إنتقاء الضيوف و ربما يعود بعضهم إلى خارج القرية المستهدفة. أن الغيث عفوي و خيري ففي العاصمة من الفقراء و المساكين و الأرامل و الإيتام و المحتاجين ما يكفي لتسجيل حلقة أو حلقات البرنامج هذا من ناحية من ناحية أخرى تمتاز العاصمة ببنية تحتية و فوقية لا بأس بها من جبال و هضاب و سهول القمامة و بحاجة إلى نظافة شاملة و بها المدارس المتراكمة و المتهالكة و بحاجة إلى ترميم. كما أن شواطيء العاصمة بحاجة ماسة جدا إلى نظافة و أطفال العاصمة خاصة الأحياء الشعبية بحاجة إلى مدينة ألعاب و ملاهي من النفايات و أكوام القمامة المترامية الأطراف هنا و هناك.
إذن لماذا قرية بلواخ الشاطيئية؟
أكيد الغيث أينما سقط نفع. لكن يبدو أن سقوط غيث الإمارات سقوطا موجها عبر جهاز GPS دقيق جدا و بإحداثيات مضبوطة جغرافيا و مكانيا جعلت غيث يسقط حيث أراد له السقوط.
اختيار المكان و الضيوف و السيناريو يظهر بشكل جلي أن الضيف الإماراتي جاء لتنفيذ مشروع قد تظهر ملامحه في المستقبل القريب.
عادة الدراسات الاستراتيجية و الاستخباراتية و الاقتصادية تأتي تحت لافتة إنسانية حقوقية إغاثية. الملفت في برنامج (غيث) تسليط الضوء على فشل الحكومات الموريتانية منذ الإستقلال و حتى اللحظة في بناء قرية بينما نجحت إماراتي (واحد) في تحويل الحلم إلى حقيقة و القمامة إلى حديقة تسلية. هذه الرسالة البالغة ضربة إعلامية قاتلة للحكومة في ظل تنافس قبلي و مشايخي و سلطوي و حزبي و سياسي على لوائح الترشيحات و الانتخابات.
خلاصة القول دخلت الإمارات إلى موريتانيا عبر طيب الذكر المرحوم الشيخ زايد (الخير) ثم عبر الجو (مطار ام التونسي) من خلال شركة افروبورت المثيرة للجدل مرورا بمزارع (شمامة) لتصدير الفواكه إلى بريطانيا و اخيرا عبر مؤتمر تعزيز السلم و الترويج للبيت الإبراهيمي ليختم غيث الإمارات تدشين قرية على شاطيء المحيط الأطلسي. أعتقد اكتملت الصورة فهل اتضحت (الرؤية) الإماراتية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى