الحكومة وفيسيوك وامگاطيع انعايلْ..
تحول مؤخرا أحد الوزراء، بفضل تضامن افتراضي واسع مع إعلانه السعي لإصلاح قطاع حساس ووسط إعادة تفعيل لتعاضدات تقليدية، أو مرتبطة بالخلفية وفق تعبير وزير آخر، إلى نجم النجوم في وسائل التواصل الاجتماعي. لقد بلغ ذكره سناب شات..
كانت الزغاريد تشيعه حيثما توجه وتتبعه التبريكات والصلوات.. وكانت الصيحات تتعالى من خلفه ألا يعود القهقرى، رغم أن لا أحد كان يعرف بالتحديد إلى أين يتجه هذا الدكتور بمبضعه.. الناس تحب الإقدام وحسب، وقد آلمهم ما آل إليه حال الوزراء في عهد طيب الذكر عزيز..
كان هذا الوزير قد غمغم أشياء عن التباعد الصيدلاني لم يفهم بلدياتي ناصر ولد داداه علاقتها بتطوير الخدمات الطبية ومكافحة تزوير الأدوية، وقُـدمت له سيرة غير غارقة في الفساد وبعيدة عن لوبياته التي ما زالت تحكم قبضتها، بالمناسبة، على الوزارة وتعجز عن تقديم إيجاز صحفي على صفحتها الفيسبوكية..
ثم جاءت كورونا، وهبت معها على موريتانيا وعلى الوزير ألطاف الله الخفية، فمنحته الصدارة وتوجهت نحوه الكاميرات.. كان الناس يترقبونه آخر الليل كما يترقبون أطياف من أغلقت دونهم الحدود.. وقيل إنه كان ينتظر حتى نهاية الدوام، فإن لم تظهر إصابة جديدة بكورونا، استل هاتفه وبحث عن مدون قدم مشكلة تتعلق بقطاعه، فكلمه ووعده بحلها، ثم تُفسبك القصة ويبدأ القداس.. وحين هاتفته موريتانيا كلها بحثا عن أدوية حيوية لا توجد في البلد، لم يرد على المكالمة.
بدا وكأن هذا الحضور الطاغي محرج لبقية الوزراء..
فقد سحب البساط الذي كان يسير عليه وزير آخر استطاع منذ يومه الأول أن يجسر الهوة بين امگاطيع انعايل والوزير بركوبه الحمير ومشيه في آدوابة.. انصرف عنه المدونون وتركوه معلقا بكشاطه في مسلة بإحدى مدن الجنوب الفرنسي، لينخرطوا في الجوقة.. شوهد آخر مرة وهو ايدز امبر في سيزيم بحثا عن هامش بقاء، لكن كورونا كان أقوى وأشد..
نفد صبر أنصار الوزير الأول أمام هذه الهالة، فأجمعوا أمرهم وأعدوا العدة.. فجأة ضج الفيسبوك بأصوات قادمة من الجنوب أن “الوزير الأولْ ما فيه العيبْ”.. فار الدم الجهوي في الرؤوس، لكن حين التفتت الترارزة شرقا وشمالا بحثا عمن أغضب هؤلاء، لم يجدوا شيئا ذا بال.. سرت بينهم همهمات وأعادوا سيوفهم إلى أغمادها متحرفين إلى مشاغلهم اليومية ونكتهم.. ولم تنجح الخطة.
جاهد وزير آخر بكل ما أوتي من أقفال وشمع ووصل ليله بنهاره من أجل تثبيت أسعار البهارات وعدد أوراق النعنع في صرة مئة أوقية.. لكنه كان يقاتل دون ظهير.. كانت مداهماته وجولاته في الأسواق تتبخر إعلاميا بعد نصف ساعة.. حاول أصدقاؤه الطيبون كثيرا..
انبرت الأقلام والمقالات تصقل صورة وزير آخر ذي علاقة وطيدة بإجراءات كورونا، واختلقوا له هم الآخرون معركة إعلامية، لكن أهل فيسبوك لا يحبون الوزراء الطائعيين وإرشيف الصحف السنغالية لا يسهل المهمة.. ولعل كره الفسابكة لوزراء ولد الطايع، هو ما يزيد من عطشهم وتعطشهم لرؤية إحدى الوزيرات خارج التشكلة الحكومية..
وماذا عن الرئيس؟ الفيسبوكيون في أغلبهم غير عدوانيين، وهذا رجل لم يصفهم بلمشوشة حتى الآن، ويرجح ألا يفعل، ولم يقل وزيره إنهم امگاطيع انعايل.. لذلك قد يطول شهر العسل هذا..
من صفحة الزميلBaba AgMaouloud