حركية نواكشوط…المعضلة وبداية الحل

سيد أحمد ولد إبراهيم مدير عام سابق للبني التحتية للنقل

لا يختلف اثنان على ما تشهده مدينة نواكشوط من زحمة في المرور خاصة في أوقات الذروة، ويكفي للتأكد من ذلك أن تسلك أي محور طرقي من الشبكة الحضرية من اختيارك في أي مقاطعة وفي أي وقت من النهار فستجد أنه مكتظ بالسيارات وأنه ليس بمعزل عن الزحمة التي تشهدها باقي طرق العاصمة.

هذه الوضعية المتفاقمة أصبحت تؤثر بشكل كبير على النقل والتنقل وبالمحصلة على مصالح الناس وهي تبطئ كذلك الحركة الاقتصادية بصفة عامة.

وتتطلب معالجة ھذه المعضلة العمل على عدة محاور متقاطعة فیما بینھا یمكن تعریفھا كالآتي:

1- توسعة وتطویر البني التحتیة للنقل.
2- تطوير النقل العمومي بما في ذلك إنشاء خطوط الترامواي (tramway) .
3- تحسیس وتوعیة السائقین والمواطنین بشكل عام على احترام قوانین المرور والتحلي بالمدنية.
4- تخصیص مناطق لوقوف السیارات وتنظیمھا.
5- التطبیق الصارم لقانون المرور والوقوف على المخالفات بصرامة.

ولا شك أن الحكومة أدركت هذا التحدي مبكرا، حیث وضعت حتى الآن خطتین للتخفیف من وطأته وھما:

أولا: برنامج حركیة نواكشوط

وقد بدأت هذه الخطة تأتي أكلها مع إشراف أشغالها على النهاية حيث يمكن تسجيل النتائج التالية:
• توسعة وفتح الخطوط توجنين-ملتقى مدريد وجسر باماكو-ملتقي مدريد.
• ترقية وسائل النقل العمومي عن طريق إدخال أسطول كبير من الحافلات وفتح ممرات خاصة بها.
• تخفيف الزحمة عند التقاطعات الكبيرة (جسور الحي الساكن، باماكو).

وستشهد انسيابية حركة المرور تحسنا كبيرا مع فتح جسر ملتقى مدريد الذي أشرفت أشغاله على النهاية.

ثانيا: البرنامج الاستعجالي لتنمية نواكشوط
ويحتوي هذا البرنامج على مكونة خاصة بالبنية التحتية للنقل ستعمل على تشييد محاور طرقية جديدة من بينها طرق التفافية تمكن من تفادي الدخول إلي مركز المدينة.

ولكن كل الجهود المبذولة مع رجاحتها وأهميتها ستبقي ناقصة إذا لم تعززها نظرة استشرافية تمكن من الاستباق (الوقاية) بدل العلاج وتضمن ديمومة الحلول المطروحة على المدي المتوسط والبعيد.

وبدون وضع خطة استشرافية ستبقى الأمور في حلقة مفرغة تعتمد العلاج بدل الوقایة والاستباق، كلما تم أخذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة، تتجدد لتطرح نفسها من جدید وبحدة أكبر (المدینة لا تتوقف عن التمدد وعدد السكان في تزاید مطرد وكذلك الضغط على الشبكة الطرقية).

ولبلوغ هذا الهدف لابد من نظرة شمولية لإشكالية انسيابية المرور في العاصمة ترتكز على معطيات علمية دقيقة تنطلق من تشخيص موضوعي للظاهرة، فالتشخيص الصحيح نصف العلاج.

وسيعتمد هذا التشخيص لا محالة على دراسة علمية موضوعية تتناول الوضع الحالي وتضع تصورا استشرافيا لبرنامج طموح على المدى المتوسط، ويمكن تحديد 2040 مثلا كسقف زمني لهذا البرنامج.

وبطبيعة الحال يجب أن تأخذ الدراسة المزعومة بعین الاعتبار توصيات ”خطة التنمية الحضرية المعتمدة لمدينة نواكشوط ”(SDAU) والتي تمت المصادقة عليها من طرف الحكومة.

وینتظر من ھذه الدراسة التي تنطلق من الوضعة الحالية من خلال أخذ صورة آنية لحركة المرور، أن تقترح برنامجا تنفيذيا يحدد المعطيات التالية:

• طول الطرق التي یجب تشییدھا كل سنة مع التكلفة.
• تحديد المناطق ذات الأولوية.
• تحديد النقاط التي تحتاج إلى جسور أو محولات.

وريثما یتم القیام بدراسة كهذه، یمكن العمل على الاقتراحات المستعجلة التالية التي ستساهم لا محالة في التخفيف من الاختناقات المرورية في النقاط السوداء، والتي لن تخطئها أي دراسة محترمة، وقد أصبحت تشكل جزءا من الواقع اليومي المعاش:

1. ربط مقاطعات العاصمة بمحاور كبيرة واسعة فيما بينها (علي سبيل المثال لا الحصر علي مستوي تفرق زينه: توسيع محور طريق نواذيبو- طب القلب-البوادي-طريق اكجوجت، إنشاء طريق انطلاقا من الجامعة باتجاه طريق اكجوجت, بناء طريق يربط ملتقي SNDE بالجامعة…الخ).
2. بناء جسور في النقاط السوداء التالية:
• تقاطعات : BMD , SNDE , تن سويلم , بوحديده , الرابع والعشرين.
3. العمل علي خطة لاحتواء مشكلة العجز في مناطق وقوف السيارات، خاصة في قلب العاصمة وبمحاذاة الأسواق الكبيرة (قلب العاصمة، لكصر, ا لسبخة,الميناء…الخ.) ويمكن العمل مثلا على إنشاء بناية لوقوف السيارات بمحاذاة السوق الكبير.
4. العمل على المدي المتوسط على التخفيف من تركيز المصالح المتواجدة في قلب العاصمة (الأسواق، البنوك، المصالح العمومية…الخ.).

سيد أحمد ولد إبراهيم
مدير عام سابق للبني التحتية للنقل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى