
كل يوم يمر،يتأكد أن بودلير كان عبقريا،ويزداد إعجابا بقصيدته النثرية ، طائر القطرس(ألباتروس)،رغم أنها كانت ترعب طلاب شهادة باكالوريا الٱداب الفرنسية.
لقد أبدع بودلير في المقارنة والقياس،بين أجنحة طائر القطرس،التي جعلت منه ملك السماء،في حين أنها تحوله إلى معاق في المساحات الضيقة على الأرض والمعرفة،التي تحول المرتوي منها إلى معاق بين الغوغاء والجهلة…
لقد أصبح ألباتروس مسخرة بين البحارة الأميين،عندما قذفه القدر على ظهر تلك السفينة الضيق،الذي لا يتيح له مساحة،يستخدم فيها جناحيه ليرفعاه إلى ذلك الفضاء الذي يصبح فيه ملكا سابحا فوق الجميع بفضل جناحيه اللذان يعيقانه في ذلك الفضاء الضيق،إلى درجة انه اصبح يتمنى أن يتخلص منها ليستطيع العيش مثل الكائنات التي تعيش في الاماكن الضيقة…
كلما شاهد الأميين وأنصاف المتعلمين،الذين لا يتقنون لغتهم الأم،ينزلون في الوظائف السامية،وهو الذي حمل من كل فن وتحدث لغات أغلب الشعوب المتقدمة،متروك تهينه نظرات البحارة الثملين،وتصك قهقهاتهم النشاز سمعه،يزيد إيمانه بعبقرية بودلير ويشتد ارتباطه بطائر القطرس…