بلا عنوان
تطالعك من وقت لآخر،على صفحات المواقع الإخبارية،ووسائل التواصل الاجتماعي،تقارير مصورة،عن تبرع النائب الفلاني،أو رجل الأعمال الفلاني،أو الجمعية الفلانية،بكميات من الزي المدرسي…وفي أغلب الأحيان يظهر في الصور،ممثلو الدولة،من حكام وولاة ورؤساء مراكز إدارية وحتى التلاميذ والمعلمين،ووجوههم تقول الجملة التي ينطقها كل متسول أوتوماتيكيا،عندما يتصدق عليه أحد المارة،”إكثر خيرنا وخيرك”.
هل نسي المشرفون على تربية أجيالنا،أن العملية التربوية تبدأ بزرع صورة الدولة في ذهن الناشئة؟صورة الدولة القوية،التي تطعم مواطنيها وتكسوهم وتأويهم وتداويهم وتحميهم من عدوهم؟
ماذا ينتظر من أطفال يبدأون يومهم التربوي الأول،بمد اليد للأفراد والجمعيات،للعصول على كسوة،اختيرت ألوانها وتصاميمها،عكس أذواقهم،تماما كما يتلقى الفقير اللقيمات المتبقية من عشاء جاره الغني،والذي أعد ببهارات وتوابل تخالف ذوقه وحتى تضر صحته،لكنه مجبر على أكله لإسكات أمعائه؟
على السلطات العليا،إعادة النظر في عملية التزود بالزي المدرسي،وحصرها على الدولة،بالنسبة للمدرسة الجمهورية على الأقل…