بلا عنوان

تخجل من الكتابة عن العطش الذي تعيشه عاصمة بلدك في القرن الواحد والعشرين،خوفا أن يقرأ العالم أن عاصمة بلدك الذي يعد من أغنى دول المنطقة بالثروات الطبيعية،من سمك وحديد وذهب ونحاس وفوسفات ويورانيوم،دون الحديث عن الثروة الحيوانية والمساحات الزراعية،ما زال عاجزا عن توفير شربة ماء لسكان عاصمته،خوفا أن يرفض هذا العالم حتى فكرة الاستثمار فيه أو السياجة إليه.

وتشعر بالخجل أكثر بل وبالتواطئ،في جريمة تعطيش سكان عاصمة بلدك ، لأنك لم تكتب عن معاناة سكان الأحياء الفقيرة والمنسية،في الترحيل وقندهار والدار البيظة ونتگ ولغريگه….

تظل ماسكا قلمك،تدور بين أصابعك،يتقاسمك خجل الكتابة عن الوضع المزري الذي تعيشه عاصمة بلدك،وخجل عدم الكتابة عن المأساة التي يعيش سكان عاصمة بلدك،بسبب غياب الخدمات الأساسية…

في النهاية تستسلم،أمام قناعة راسخة،أنك خلقت لتقضي أيامك بين الخجل والخجل،كالسكير ـ في رواية “لبتي برينس” ـ الذي يخجل أنه يسكر،فبسكر أكثر لكي ينسى سبب خجله الذي هو أنه يسكر…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى