مراحل تطور مدينة روصو 1920-1957
محمد سالم ولد لكبار
الغريب أن الحرب العالمية الثانيةساهمت في تطور المدينة عكس غيرها من المدن ، و كان من المقرر أن يتواصل تطور و نمو المدينة لولا فيضانات 1950.
ثالثا:السكان 1939_1950 .
في بداية أربعينيات القرن العشرين كانت روصو مركزاً استراتيجيا واقتصاديا،و نقطة عبور للسلع والمعدات،مما أدى إلى تدفق المهاجرين إليها من الشمال الموريتاني و من السينغال، و ساهمت الحرية الكاملة الممنوحة للتجار، وسهولة الحصول على القطع الأرضية للبناء في ازدهار وتطور التجارة، من جهة أخرى كان لإمداد القوات الجوية لشمال افريقيا ، الذي يتم تنفيذه عبر المسار الموريتاني الدور الكبير في تطور حركة العبور في المدينة، كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى زيادة كبيرة في عدد السكان،الذي ارتفع من حوالي 500 نسمة عام 1939 إلى 1000 نسمة عام 1946 ، وفي هذه الأثناء توسعت المدينة نحو الشمال، و غطت الأكواخ و الخيام منطقة جديدة تسمى Thiangala – Gombo ،لكن هذه المنطقة لم تعمر طويلا و غمرتها المياه 1947.
بعد الحرب العالمية الثانية ، أصبحت روصو عاصمة المركز الاقتصادي الأول في البلاد ، بفضل التطور التجاري والديمغرافي، كما استفادت من وضعيتها كمحطة عبور،و عاصمة لدائرة الترارزة التى يشمل مجالها الجغرافي مناطق بحيرة الركيز وبوتلميت والمذرذرة ونواكشوط، في عام 1946 تم إنشاء إعدادية حديثة حملت اسم كبولاني، وهي أول إعدادية في البلاد.
كان لفيضانات عام 1950م الدور الكبير في توقف عجلة التنمية والتطور في روصو، و لم تستطع السدود والحواجز الترابية حماية المدينة من الكارثة التي اجتاحتها ودمرتها بالكامل .
رابعا: روصو الجديدة 1950-1957
تم تسريع إعادة إعمار المدينة بدفع من الحاكم الفرنسي جاك روغي ،الذي تبنى مشروع روصو عاصمة لموريتانيا، و على الرغم من الدرس الرهيب الذي قدمه فيضان 1950، تم بناء المدينة الجديدة على أنقاض المدينة القديمة، و تمت إحاطتها بسد كبير و قوي، صمد أمام فيضانات 1954، لكن صيانته كانت باهضة الثمن، فتحت المدينة التي اعتمدت في بنائها على الطوب (اللبن) الطريق أمام نمط عمراني عصري ، فالمنازل على الطراز الأروبي تم بناؤها وفقا لرقعة الشطرنج.
بدل التوسع شمالاً توسعت المدينة باتجاه الشرق، و تم التخطيط لبناء أحياء جديدة محمية من الفيضانات ، تجاوز السكان الكارثة بسرعة كبيرة، و بلغوا حوالى 2000 نسمة مستقرين، دون حساب كتلة العمال المؤقتين العاملين في مجال المقاولات و البناء بشكل خاص.
لم تنجح المشاريع الضخمة لجعل روصو عاصمة لموريتانيا ، و انتهى الحلم بوضع الحجر الأساس لمدينة نواكشوط 5 مارس 1957،و تحويل العاصمة من سان لويس بموجب مرسوم صادر بتاريخ 24 يوليو 1957.
و استمر تطور المسارات الذي رافقه تطور النقل بالشاحنات ، مما وسع دائرة النفوذ الاقتصادي لروصو، وهكذا فإن تأسيس المدينة و المرحلة الأولى من تطورها ، يفسر أنه نتاج التجارة التي ازدهرت على الفور، في البداية كانت تعتمد على الملح والصمغ ، لكنها تطورت و أصبحت أيضا استيراد و تصدير و تميثل و عبور ، ذلك بفضل تطور الطرق و الاتصال بين المدن الداخلية.