هوس العودة L’obsession du retour(ح4)
…..بخصوص السدود،لم أستوعب أبدا كيف يمكن للنهر أن ينحسر في شهر مايو إلى درجة أننا نعبر على الأقدام من بوغي إلى دمث ،القرية السنغالية المقابلة،حيث أصحب دائما نورو كان،الشاب الطالب النايجيري الشاب الذي يسكن عندنا،في بيت بن عمي قاضي المدينة.نورو يذهب دائما لإرسال رسائل عن طريق البريد إلى أسرته التي بقيت هناك.كنت أتحدث عن الآفاق التي ستفتحها السدود ،وفكرت أن صدفة توجيهي ستجلب لي الحظ،إذا كانت صفة،لأن الذين يوجهون الطلاب يجب أن يأخذوا في الاعتبار مصلحة البلد،إلا إذا كانت قراراتهم مرهونة بما تعرضه الدول المضيفة.مهما يكن فإن علي إذا ما سارت الأمور على ما يرام أن أذهب إلى المغرب،وهذا هو الأساسي.طبعا سأشتاق لأجواء ألاك ،ولكن سنوات الثانوية الأربع ،علمتني الإبتعاد،حتى لو كان الأمر هذه المرة شيئا آخر،من حيث الزمن والبعد والغربة.
غادرنا،أنا وبن عمي أخيرا الوزارة وبدأنا المسافة الطويلة للعودة إلى المقاطعة الخامسة،التي أصبحت تدعى كذلك السبخة منذ التعريب قبل عدة سنوات.وكما نقول في نواكشوط “جيوبنا ليست مثقلة”،لا يمكننا أن نأخذ سيارة أجرة.بيد أنني كنت مستعدا للسير عشرين كيلومتر راجلا حتى في هذه الساعة الحارة من النهار،لشدة سعادتي بمنحتي.
كنا قد خيمنا ،ابن عمي وأنا في وقت مبكر حوالي وزارة التهذيب الوطني لمطالعة النتائج التي ينتظرها الكثير من حملة الباكالوريا الجدد.لم يكن لدي أي أمل في الحصول على منحة.ألم يرددوا دائما أن ذلك يحتاج لوساطة؟يعلم الله أنه لم تكن لدي وساطة.الدعم عادة من نصيب أبناء أطر الإدارة،أو اصحاب النفوذ أو العلاقات.لكن إرادة الله القوي جعلت المغرب تفتح تلك السنة أبواب جامعاتها ومدارسها،من خلال تقديم منح سخية للطلاب الموريتانيين.كان عدد الموجهين للملكة الشريفية – حسب الإعلان – يفوق بكثير عدد المبعوثين لدول أخرى.بالإضافة إلى أن الأولوية في المنع كانت للذين حصلوا على المعدل في المواد الثلاث الأساسية.كان الفضل بالتأكيد في ذلك لحصولي على منحة.
الحمد لله،لأنني لم أحصل على شهادتي إلا بالكاد.بالضبط معدل 10 من 20.ولكنني حصلت على 12 من 20 إذا ما احتسبنا فقط المواد الثلاث الأساسية وهذا كان كافيا.
كثيرون من أصدقائي عاشوا نفس السعادة مثلي.إبراهيم ولد أمحايمي وجه لدراسة الطب في السنغال،ساليف وان كذلك ولكن في البيطرة،الاثنان سيلتحقان بصديقنا أصنيبه الكوري الذي يدرس في السنة الثانية حقوق،علي صو وجه إلى تونس لدراسة الهندسة المعمارية،مثل محمد جا في المغرب،ولكن تال ،فانتا وعبد الله بقوا في نواكشوط.
بعد نتائج الباكالوريا وكل المتاعب لتكوين ملف المنحة،كان علي جمع كل العناصر للحصول على جواز السفر.ولكن ولتأكدي من عدم نجاح طلبي لدعم ،لم أهتم بالدخول في إجراءات جديدة.في الشوارع المغبرة لأحياء العاصمة المتسخة غالبا ،بدأت الإجراءات المتبقية وأنا أقلب جملة من الأسئلة:كيف ستمر دراستي في المغرب ؟ وكيف سيكون العيش في هذ1ا البلد؟ وهل سأتقلم معه؟…..يتواصل