السٌم في الكأس
تتنافس الأمم في جميع القارات،على استضافة تنظيم كؤوس التظاهرات الرياضية،لما لها من منافع مادية ومعنوية،أهمها فرصة التعريف بالبلد المضيف ،من خلال تجسيد قيمه الثقافية والروحية، وماضيه الحضاري،ومساهمته في بناء القيم الإنسانية،من خلال لوحات استعراضية تبين قيمهم الثقافية والروحية.
ولتحقيق هذه الأهداف،تقوم الدول المضيفة بتشكيل لجان تمثل فيها جميع القطاعات المعنية ،بدأ بالقطاع الديني ،مرورا بالقطاع الثقافي(الأدب والفنون بجميع فروعه والتاريخ… ).
هذه اللجان دورها الأساسي هو السهر على مطابقة العروض التي ستقدم ،للتواضعات الدينية والحضارية للمجتمع،وتجنب ما يمكن أن يأول على ما يخالف تلك التواضعات.
عندما أعلن عن استضافة بلادنا لكأس أمم إفريقيا للشباب (وهي ليست أول كأس تستضيفها موريتانيا،عكس ما قال المسؤول الرياضي ،فقد استضافت كأس كابرال من قبل)،كانت فرحتنا بحجم الحدث،لأننا سنقدم للعالم عبر القنوات الدولية،صورة لبلد متعدد الأعراق يوحده دين الإسلام ،الذي هو دين الدولة والشعب بنص الدستور،بلد استطاع أن يصل إلى هذه المرحلة دون أن يفرط في قيمه وخاصة تلك التي تمثل حبل لحمته.
لقد وُضع السم في الكأس الذي كنا نتعطش لشرب نخبه،لقد كان حفل الإفتتاح سما زعافا،فجاءت لوحاته الإستعراضية تعبيرا عن حضارة لم تعد تمثل شيئا في قارتنا،حضارة الوثنية الحيوانية،التي انحسرت في ادغال القارة،بفضل دعاة “الديانات السماوية”،وخاصة الدين الإسلامي،الذي أخرج الإنسان من مرحلة الحيوان إلى مرحلة بني ٱدم المكرم.
لقد أدى استبعاد أهل المعرفة،إلى ملئ كأسنا سما،لقتل ما تبقى من حضارتنا ومعتقداتنا،وشربه الكثيرون في نشوة فرحة لم تتم…
أبو معتز